بسم الله الرحمن الرحيم
ربما تختلف او تتفق مع اردوغان
سياسيا او اقتصاديا وانا شخصيا مختلف معاه فى بعض الاجراءات الاقتصاديه
والسياسيه منذ احداث ميدان تقسيم واستخدام سياسه الميكروفون دون واقع ملموس
على الارض خصوصا فى بعض القضايا التى تهم المسلمين وعلى رأسها القضيه
الفلسطنيه واخرها نقل السفاره الامريكيه الى القدس
ورغم ذلك فان الرجل
بعيدا عن العاطفه والاختلاف يحسب له النقله النوعيه فى الاقتصاد التركى
وانعاكس ذلك على المواطن فى تركيا سواء فى ارتفاع مستوى دخله ورفاهيته او
بعض القطاعات التصنيعيه التى اصبحت لها دور فى الاقتصاد التركى وبغض النظر
عن حقيقه تقدم الاقتصاد التركى فى فتره اردوغان وهل هو قائم على الخصخصه
وبيع القطاع العام والاقتراض ام هو مزيج من الخصخصه والانتاج الحقيقى
فالمعلومات المتداوله معظمها مشتقه من فريق يعادى اردوغان والاخوان او فريق
مساند له، والاهم من وجهه نظرى فى هذه التجربه هو المحافظه على المكتسبات
الديمقراطيه وظهر اثرها فى افشال الانقلاب العسكرى العام قبل الماضى ، ليس
ذلك فقط ولكن كون الرجل يقبل باجراء انتخابات مبكره وهو فى وضع لا يحسد
عليه اقتصاديا وسياسيا وكون تركيا تعيش استقلال المؤسسات بحق واخرها ان
لجنه الانتخابات العليا وافقت على ترشيح صلاح ديمرطاش وهو محبوس على ذمه
قضيه ارهاب لدعمه حزب العمل الكردستانى وهو حزب قتل ربما نحو 40000 مدنى
ورفض اردوغان ترشح ارهابى يحاكم على ذمه قضايا ارهابيه للرئاسه الا ان لجنه
الانتخابات العليا قبلت اوراق ترشحه وطالبت تليفزيون الدوله بتخصيص وقت
واستديوهات مجهزه بداخل السجن ليأخذ حقه فى الدعايه الانتخابيه مثله مثل
الباقين وفى بث مباشر هاجم ديمرطاش اردوغان نفسه ودعا الشعب التركى الى عدم
انتخابه مره اخرى ونفس الامر تم مع باقى المرشحين المنافسين سواء مع محرم
انجه او السيده ميرال اكشنار فى الدعايه والمؤتمرات الانتخابيه
ربما
الدرس المستفاد من التجربه التركيه هى الحفاظ على مكتسبات الديمقراطيه التى
اكتسبها الشعب وشعر من خلالها بقيمته وقيمه صوته بعد حكم عسكرى مقيت ومهما
كان الاختلاف مع الشخص نفسه الا انه يحسب له ولحزبه ذو الخلفيه الاسلاميه
احترام القيم الديمقراطيه والحفاظ على المؤسسات الديمقراطيه واحترام سياده
القانون
الدرس المستفاد ليس لفيلسوف البهايم المصرى فقط والانتخابات
الكرتونيه اللى عملها منذ اقل من ثلاثه اشهر ووصل به الاستهزاء بشعبه ان
تكون المسرحيه حتى بلا ادنى جاذبيه ، وان للديمقراطيه ثمن لا يستطيع امثاله
تحمله فمن يأتى على دبابه متجاهلا اراده شعب حتى ولو كانت خاطئه فى
الاختيار لن يحترم دستور او قانون او يفى حتى بادنى متطلبات الديمقراطيه بل
ان النتيجه الطبيعيه هى الانزلاق من فشل الى فشل ومزيدا من سحق الشعب
فداءا للدكر ، وهو درس ايضا للشعب الذى باع اراداته واختياره عشقا للحكم
العسكرى الذى قام بطحنه وتكسير عظامه طوال اكثر من 65 عام ،فمن يقرء فى
تاريخ الانظمه العسكريه فى مختلف الدول يعرف ان هذه الانظمه تاتى دائما
للخراب والدمار وفى التاريخ كله سواء القديم او الحديث لم نسمع عن تقدم
احدثه اى نظام عسكرى لبلده ومنذ فتره قصيره قرأت عن تجربه البرازيل بين
الحكم العسكرى الممتد من عام 1931 وحتى 1986 والحكم المدنى على يد لولادا
سيلفا وفى مره اخرى نتحدث عنها لنعرف كيف ان اجنده العسكر هى واحده فى جميع
الدول منذ عهد المماليك فى مصر وحتى الان
والدرس ممتد ايضا للتيار
الاسلامى وعلى رأسه الاخوان فى اداره الدول سياسيا واقتصاديا وليس الشغل
الشاغل فقط المناداه بتطبيق الشريعه قبل تمهيد الارض وجعلها القضيه
الرئيسيه والانجرار على اثرها الى معارك فرعيه ، وليست الامور تدار بأن
يكون اشخاص شيوخ بالنهار وسياسيون باليل ، فتحقيق تعليم جيد وعدل فى الارض و
توفير صحه جيده للشعوب وتوزيع عادل للثروات وتنويرعقول الشعوب هو من
صميم المقاصد العليا للشريعه الاسلاميه وان المناصب لاصحاب العقول والكفاءه
وليست لاصحاب الولاء والطاعه
اما المعارضه الكرتونيه وشباب الثوره
المحسوبين زورا على الثوره فاعتقد انهم حتى لا يستحقوا عناء الكتابه عنهم
او تضيع الوقت فى الحديث عنهم فهم اقل من ذلك بكثير