2019-07-30

فى اطار الحديث عن التخفيض النتظر لسعر الفائده الامريكى ، والمنظومه المتكامله لاداره السياسه الماليه بشقيها الاقتصادى والنقدى

بسم الله الرحمن الرحيم
ى اطار ان الكل تقريبا متوقع ان يقوم الفيدرالى الامريكى غدا بتخفيض سعر الفائده بمقدار 50 نقطه اساس ، وترجيحى ان تصل الى 25 نقطه اساس فما زالت هناك بيانات قويه عن الاقتصاد الامريكى سواء فى سوق العمل او انفاق المستهلكين او نسب التضخم ، وحتى برغم تباطؤ الاقتصاد الامريكى فى النصف الثانى الا انه جاء اقل من المتوقع ، لكن الملاحظه اللى عايز اتكلم عنها وهى ان سعر الفائده فى الاقتصاديات الرأسماليه له اهمية خاصه جدا بما ان هذه الاقتصاديات تتوافر لديها اسياسات النمو الاقتصادى والبيئه التنافسيه والمناخ الاستثمارى الجاذب للاستثمار واستقرار المنظومه التشريعيه والضريبيه والاحتفاظ بمستويات تضخم منخفضه ، وبالتالى يظل سعر الفائده ذلك المتغير النقدى هو اللاعب الاساسى تقريبا فى المعادله الاقتصاديه ، عكس جموريه الموز التى نعيش بها ، فلا يوجد بها احد الاساسيات المذكوره سابقا وفى الاخير يتم تحميل سعر الفائده كل الخطايا عن عمد او عن جهل
لفت نظرى فى الفيدرالى الامريكى فى السياسه النقديه وعند الحديث عن ميزانيته والاشاره الى وضعيه "الطيار الالى" للوصول الى سعر فائده محايد(ينمو عنده الاقتصاد باعتدال) والتى كانت مقدره ما بين 2.75%-3% يضع عين على الاقتصاد والعين الاخرى على الاسواق الماليه رغم انى ذكرت سابقا ان مافيش علاقه ثابته بين الاسواق الماليه واسعار الفائده وان الاساسيات فى كثير من الاوقات لا تقود الاسواق الماليه ، ولكن هنا عايز اتحدث عن منظومه كامله تدير شرايين الاقتصاد بحكمه وكفاءه عاليه حتى وان تطلب الامر لتدخل مؤسسه الرئاسه نفسها، رغم معارضتى الشديده لاى تدخل خشن من الرئاسه فى توجيه السياسه النقديه الذى يفقد هيبه وحياديه البنوك المركزيه وان كان هذا الصراع سابقا ياخذ الشكل الخفى-وهو ما يجب ان يكون- الا انه فى ظل السياسات الشعبويه التى ينتهجها ترامب واردوغان اصبح الصراع علنيا وعلى الملاء واهتزت صوره الفيدرالى الامريكى وبدا وكانه يخضع للايتزاز السياسى، ورغم ذلك فالكل يعمل على هدف واحد واذا لزم الامر فقد يتراجع الجميع خطوه للخلف او احد الاطراف لكى تسير الامور وهو ما فعله الفيدرالى منذ بدايه العام ووضع مصلحه الاسواق الماليه اولا فى مرحله كانت الاسواق الماليه شديده الحساسيه لاى تغير فى اسعار الفائده ، والتناغم فى الاداء والتكامل بين المؤسسات هو سمه الدول الكبرى والمتحضره عكس جموريات الموز التى تعمل فيها المؤسسات كأنها جزر منعزله حتى ولو وصل الامر الى التصادم والتطاحن فيما بينهم
ربما الحديث عن الاسواق الماليه يقودنا الى الحال المزرى الذى وصل اليه السوق المصرى ، واصبح هذا السوق كأنه لقيط الكل يتبرأ منه ، حتى اصحاب المجال نفسه والعاملين فيه والمستثمرين ، الكل يتعايش مع اوضاعه السيئه وكأن شيئا لم يكن ، فالمسؤلؤن عن جمهوريه الموز مستمتعون بالعرض الهزلى فى صاله القمار ، والمسؤلؤن عن سوق المال عباره عن كراسى تجلس على كراسى ، والعاملون فى المجال والمدعوون بالخبراء لا هم لهم الا اقامه مؤتمرات السبوبه والتقاط السيلفى والكل يتحدث مع بعضه بدلا من الحديث مع اصحاب الشأن ورفع الموضوع لاعلى مستوى فى الدوله وان لم يكن هناك استجابه حقيقيه فالبديل هو الاحتجاج السلمى لتوصيل الرساله لمن يهمه الامر ، والطرف الاخير فى المعادله وهم المستثمرون الذين يتعايشون بسلبيه غريبه مع ضياع اموالهم المستمر ولا احد منهم يحرك ساكنا وكأنهم مستمتعون باغتصاب اموالهم كجزء من متلازمه ستوكهولهم واستمتاع الضحيه بما يفعله بها جلادها او مغتصبها ، فلم نرا منهم على سبيل المثال من يقوم بمحاسبه مجالس الاداره للشركات التى يستثمرون فيها فى الجمعيات العموميه ، او يقومون بما يتوجب عليه فعله من الدراسه والتهئيه العلميه والنفسيه لمجال عالى المخاطر ، او قرار جماعى بالاحتجاج السلمى امام البورصه ، او اخيرا الانسحاب من البورصه وسحب اموالهم المتبقيه من شركات التداول كنوع من العقاب لهم وللقائمين على البورصه ، فقد يكون الهدم فى بعض الاوقات هو بدايه البناء الحقيقى ، ولكنهم كالعاده يختزلون الامر فى شخص واحد لا يملك من امره شىء فهو كما اشرت سابقا مجرد اداه لتنفيذ الاوامر التى تملى عليه ويقوم فى نفس اللحظه بدور الاسفنجه التى تمتص المشاكل والصدمات وتعلق فى رقبته كل الخطايا والاثام تماما نفس الدور الذى تلعبه سكرتاريه الرئيس ، سورى.... اقصد الوزراء ورئيس الوزراء😁😉