2017-01-24

الاجانب ومحاوله معادله الوضع بعد التعويم

بسم الله الرحمن الرحيم

اتكلمنا فى مشاركه الامس بداخل تحليل المؤشر الثلاثينى عن جزئيه  الافراط  الشرائى للاجانب لتعويض فروق العمله وقلنا هنتكلم عنها بشىء من التفصيل ، لكن خلينا الاول نستعرض بعض المعلومات البسيطه للتذكره عشان تساعدنا فى فهم الموضوع 

 عند التعويم كان المؤشر وصل الى مستوى 8500 نقطه وكان الدولار عند 9 جنيه تقريبا ، حاليا المؤشر وصل الى 13500 نقطه فى حين الدولار وصل  حاليا الى 19 جنيه يعنى بنسبه زياده قدرها 110%  وفى المقابل البورصه زادت بنسبه 59% يعنى بنتكلم فى النص تقريبا ......
 طب الوضع ده هل افاد الاجانب ولا ضرهم وهل من مصلحتهم الاكتفاء حاليا من الشراء ولا مواصله هذا الطريق  ؟
الحقيقه انه الاجانب المستثمرين قبل التعويم واللى ما كانوش قادرين يحولوا فلوسهم قبل التعويم هما اكتر ناس ضررا من التعويم لسبب بسيط  وهو: ان المكسب بالجنيه كنت بحوله للدولار عند 9 جنيه ، لكن حاليا عشان اخرج المكسب ده هخرجه عند 18 او 19 جنيه يعنى الضعف ، وبالتالى الافراط الشرائى للاجانب ده من وجهه نظرى انه تعويض مش عايز اقول لخساره دفتريه ولكن خلينا نخفف اللفظ شويه انه محاوله لمعادله الوضع بعد التعويم ، وفى الحاله دى من وجهه نظرى الشخصيه ان طول ما الدولار بيطلع ، الاجانب هيفضلوا قايمين بدور البطوله المطلقه وهيفضلوا يرفعوا فى اسعار الاسهم لتحقيق اقصى استفاده سعريه لمعادله الوضع بعد التعويم ، وربما اللى يرجح رأيى ده انهم لما سمحوا فى مصر بتحويل الاجانب لارباحهم من فتره قصيره - قبل نهايه السنه - كنت قرأت خبر ان ما كانش فيه اقبال كبير من الشركات الاجنبيه لتحويل ارباحها .....
 لكن طبعا التعويم ده هيفيد التدفقات النقديه الداخله للاجانب بعد التعويم بمعنى انه هيكون فيه استفاده مزدوجه سواء من ناحيه جاذبيه الاسهم للاستثمار فيها لرخص قيمتها (زياده الكميه) ومن ناحيه اخرى الاستفاده من صعودها (المكسب المتحقق ما بين سعر الشراء والبيع) وممكن كمان تتحق فايده تالته فى الحاله دى لو الدولار انخفض عن 19 جنيه ، بمعنى انه دخل عند 19 جنيه واستفاد بزياده الكميه ومكسب الاسهم وهيخرج فلوسه عند 16 او 17 جنيه لو افترضنا ان الدولار ممكن ينزل للاسعار دى وبكده يحقق مكسب من فروق العمله ، ونفس الكلام ينطبق لو استثمر فى اذون خزانه وسندات قصيره الاجل هيستفيد من فرق العمله وكمان العائد
لو اخدنا مثال بسيط للتوضيح
هنفترض ان مستثمر اجنبى  كان معاه 100000 دولار قبل التعويم ، وحب يستثمرهم فى البورصه المصريه وعند تحويلهم للجنيه كان قيمتهم 900000 جنيه مصرى وهنفترض انه عايز يستثمر فى التجارى الدولى لما كان سعره  50 جنيه وبالتالى هيحصل على عدد اسهم مقدارها 18000 سهم وهنفترض انه هبيبعها عند 80 جنيه بعد ما حصل التعويم  يبقى كده مكسبه 540000(18000*30) جنيه مصرى ، المستثمر ده لو حب يخرج الفلوس دى حاليا بالدولار هتبقى قيمتهم تساوى 28420 دولار ، طب نفترض ان مستثمر اخر دخل بعد التعويم ومعاه نفس المبلغ 100000 دولار لما يحولهم بالسعر الجديد هيعملوا 1900000 جنيه وهنفترض انه اشترى التجارى الدولى عند 70 جنيه بعد التعويم يعنى هيكون معاه حوالى 27140 سهم(9140 سهم زياده فى الكميه ) وهنفترض انه عايز يحقق مكسب 30 جنيه زى المستثمر الاول (هيبيع عند 100 جنيه) يعنى مكسبه فى الحاله دى هيوصل الى 814200(27140*30) جنيه مصرى ولو حب يخرج الفلوس دى حاليا بالدولار هيعملوا 42850 (مكسب 14430 دولار) دولار يبقا هنا المستثمر اللى دخل بعد التعويم هو  المستفيد الاكبر ، طب ايه الاستفاده التالته كمان ؟ انه لو حول المبلغ 814000 دول على سعر نفترض وقتها ان الدولار نزل الى 16 جنيه يعنى لما يخرج الفلوس دى هيخرجها 50875 دولار بدل ما كانوا 42850 دولار يعنى مكسب حوالى 8000 دولار من فرق العمله ، شوفتوا ازاى كميه المكاسب المحققه للمستثمر اللى دخل بعد التعويم !
 طب امتى المستثمر الاول (قبل التعويم) يقدر يحقق نفس الاستفاده او اكتر اللى حققها المستثمر اللى دخل بعد التعويم ؟
 يقدر يحقق نفس الاستفاده او اكتر فى حاله رفع السعر الى ابعد حد ممكن، وبدل ما يبيع عند 80 يبقى على الاقل لازم يبيع عند 100 جنيه عشان يحصل تعادل مع المستثمر اللى دخل بعد التعويم  وبالتالى من مصلحته انه يرفع السعر بقدر المستطاع عشان يحقق نفس الاستفاده المتحققه بعد التعويم وده اللى بيحصل حاليا فى البورصه المصريه من افراط شرائى للاجانب واستهداف اسهم منتقاه قويه ماليا لمعادله الوضع بعد التعويم