2018-12-26

مقارنه اداء الاسهم القياديه فى السوق الامريكى والسوق المصرى منذ الهبوط من القمم التاريخيه وحتى الان

بسم الله الرحمن الرحيم
لفت نظرى اثناء مراجعتى للسوق الامريكى وشركاته الكبيره ، ان نسبه هبوط الثلاث مؤشرات الكبيره له من القمم التاريخيه لهم وحتى جلسه 24/12/2016  تتراوح ما بين 20%-23.5%  وهى على التوالى (SP500 20% ، DJI 22.2% ، NDX100 23.5%،) واذا تابعنا الشركات الكبيره الامريكيه والمؤثره فى السوق الامريكى مثل ، الامازون مثلا والتى هبطت بنسبه 36% وبتنسيب هذه النسبه الى قيمه هبوط المؤشر التى تنتمى اليه وهو الناسداك نجد ان نسبه هبوط السهم بلغت 153% من قيمه هبوط المؤشر ، ابل ايضا هبطت بنسبه 37% وبنفس القياس تكون قد هبطت بنسبه 157% من قيمه هبوط المؤشر ، فيس بوك هبط بنسبه 43.5% وبلغت نسبه هبوطه 185% من قيمه هبوط المؤشر ، سهم جوجل هبط بنسبه 24% وهو ما يوازى تقريبا 100% من قيمه هبوط المؤشر ، شركه بوينج هبطت بنسبه 26% ما يوازى تقريبا 116% من قيمه هبوط مؤشر الداو جونز
اى ان الشركات العملاقه والقياديه فى المؤشرات الامريكيه ، اقل سهم منهم هبط بنسبه 24% اى بنسبه 100% من قيمه هبوط مؤشر الناسداك الذى ينتمى اليه ورأينا نسب باقى الاسهم هبطت بنسب ما بين 35%-40% فى حين ان المؤشرات خسرت فقط من قيمتها 20%-23.5% اى اقل من ربع القيمه ، والخلاصه ان اداء الاسهم الكبيره كانت اجمالا اسوء من اداء مؤشراتها
وبنفس القياس على السوق المصرى اللى هبط من قمه 18414 نقطه وحتى 12077 بما يوازى 34.4% من قيمته ، وسهم التجارى الدولى صاحب اعلى وزن فى المؤشر هبط بنسبه 30.5% وبتنسيب هذه النسبه الى نسبه هبوط المؤشر نجد ان التجارى الدولى هبط بنسبه 89% من قيمه هبوط المؤشر (ادائه افضل من المؤشر) ، طلعت مصطفى هبط بنسبه 41.6% اى بنسبه 121% من قيمه هبوط المؤشر ، جلوبال تليكوم هبطت بنسبه 51% (الهبوط محسوب منذ قمه 18400، ومن بدايه تصحيحه تصل النسبه الى 67.7%) اى بنسبه هبوط 149% من قيمه هبوط المؤشر او 197% من بدايه تصحيحه فى 2017 ، المصريه للاتصالات هبط بنسبه 44% اى ما يوازى 128% من قيمه هبوط المؤشر ، هيرمس هبطت بنسبه 37.7%(محسوبه من قمه 18400 ومن بدايه تصحيحه يكون الهبوط بنسبه 42.5%) اى ما يوازى 110% او 123.5% منذ بدايه تصحيحه فى 2017
خلاصه هذه المقارنه ان ما يحدث فى السوق المصرى طبيعى جدا ويحدث ربما اسوء منه فى الاسواق العالميه بالرغم من الفرق الشاسع سواء فى قواعد التنظيم او الشفافيه او السيوله والمحاسبه الدائمه والعمق التاريخى للاسواق وكلها اجراءات مستمده من طابع الدوله نفسها والمناخ المحيط ، فمن خلال المقارنه هناك شركات مثل ابل  قيمتها السوقيه  من شهور قليله كانت توازى ميزانيه مصر لمده عشر سنوات بشعبها الذى يبلغ 100 مليون نسمه ، ورغم ذلك هبطت بنسبه 37% برغم ان المؤشرات لم تفقد الا ربع قيمتها فقط ، ولو قمنا بمقارنه ابل او امازون مع التجارى الدولى باعتبارهم اكبر الاسهم من حيث الوزن النسبى او القيمه السوقيه ، نجد ان اداء التجارى افضل منهما ، بل ان اداء الاسهم المصريه القياديه مقارنه بمثيلاتها فى الاسواق الامريكيه تتساوى ان لم تكن افضل نسبيا منها فى الاداء برغم ان المؤشر المصرى فقط 35% من قيمته فى حين ان المؤشرات الامريكيه لم  تفقد  حتى 25% من قيمتها
والحقيقه ان ده مش مفأجأه بالنسبه لى برغم ما تعانيه مصر من فساد فى كافه القطاعات وسوء الاداره والتخطيط واختيار الاشخاص ، فقد قمت سابقا فى يوم 2/1/2018 بعمل مقارنه بين اكثر القطاعات ارتفاعا وانخفاضا ما بين السوق المصرى والامريكى وكذلك اكثر الاسهم ارتفاعا بين السوقين وكانت النتيجه مذهله - من وجهه نظرى- فى الاداء بالنسبه للسوق المصرى عن السوق الامريكى وكانت رساله موجهه حينها الى الذين يضجون بالشكوى من انفصال المؤشر عن الاسهم وكانت المفاجاه ان كثير من الاسهم غير القياديه والقطاعات البعيده عن الاجانب هى اكثر الاسهم والقطاعات ارتفاعا بنسب فاقت مثيلاتها فى السوق الامريكى
الحقيقه ان هناك كثير من اللغط والضوضاء عند الهبوط ومش عايز استعمل لفظ " الزيطه" وللاسف ان فيه ناس محسوبين انهم خبراء بيدفعوا فى هذا الاتجاه وبيستغلوا مشاعر الناس البسيطه فى التوجه نحو هذه الامور ، رغم اننا لم نرى هؤلاء الخبراء يدفعون الناس الى التحوط فى مجال عالى المخاطر نحو التعلم وزياده وعى الناس الاستثمارى ولكنهم كانوا اكثر الناس " زيطه" فى تصوير ما يحدث من هبوط للبورصه المصريه هو بفعل فاعل ووصلت الامور فى بعض الاحيان الى درجه من التسطيح  وعدم احترام عقليه القارىء والمتابع لهم ، وكانت التبريرات من نوعيه رفض عرض فيون او الخوف من ارتفاع اسعار المحروقات (على اساس انها سعرها ما ارتفعش قبل كده ) ووصل الامر ان واحد منهم ارجع السبب الى نتائج مصر فى كأس العالم واخرها خساره مصر من السعوديه فى كأس العالم ، وحتى القطيع فى البورصه يؤمن بهذا التسطيح فى الافكار ، ولا اجد غرابه شخصيا فى ان كل واحد منهم على حسابه 50 او 60 محلل والمحصله الكل خسران منذ تقريبا 2006 ، بل من عجائب الامور ان تجد شخص ما يقوم بالاعجاب باراء المدعويين- خبراء -  فى نفس اللحظه حتى وان كانت هذه الاراء متضاده والحقيقه يعجز المنطق فى تفسير هذه الظاهره ، واسف انى اقول ، لو وقف هؤلاء القطيع امام المرآه وما يملكه كل منهم من علم او انضباط  وما قام به من اعداد لنفسه قبل الدخول فى هذا المعترك كأساس لابد منه فى هذه المهنه لايقنوا جميعا ان منهم الكثير لا يحق لهم حتى المرور من جانب سور البورصه ، ثم يعودون للشكوى من الخساره مره بعد اخرى وبنفس الاسلوب ، والسؤال ! حضرتك تملك ايه من مهارات عشان تشتغل فى مجال زى ده ؟! الاجابه ...... ولا حاجه