2016-11-11

دلالات المشاهد الغريبه بعد الانتخابات الامريكيه

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتقد ان الغريب فى مشهد الانتخابات الحاليه لاى متابع  هو الانقسام الشعبى اللى حصل قبل الانتخابات نفسها وبعدها ، فاول مره نشوف ان الامريكان يهددوا بعدم تقبل النتيجه ، واول مره نشوف تدخل ناعم من الاجهزه السياديه لترجيح كفه احد المرشحين ، والمشهد الاكتر غرابه هو كم الاصابات والاحتجاجات وحرق العلم الامريكى ومطالبه ولايه كاليفورنيا بالانفصال عن امريكا ، ولافتات مكتوب عليها ان ترامب ليس رئيسى ، وكبرى الجرائد العالميه والامريكيه فى عناوينها الرئيسيه تصف هذه الانتخابات بالحقيره والتدنى الاخلاقى والحضارى
طبعا المشاهد العبثيه دى ممكن تشوفها فى دول ناميه ، لكن فى دوله زى امريكا من المفترض فيها استقرار القيم الديمقراطيه فان المشهد ينذر بخطر قادم  لباقى الشعوب والدول  حتى ولو كانت بتتظاهر انها ديمقراطيه  وحضاريه وتحرم الديمقراطيه على الدول الناميه ، لانه ببساطه ده هيكون له انعكاسات خطيره على مفهوم الديمقراطيه فى العالم  وبالتالى الميل اكتر لمسانده الطواغيت والحكام الفاشيين وهو ما يهدد السلم الاجتماعى للعالم كله
من وجهه نظرى الشخصيه ان اللى حصل فى مشهد الانتخابات ده  - رغم انه كان غريب - لكن ما تقدرش تفصله عن حلقات سابقه وانه ربما يكون ماشى فى نفس السياق ، زى الازمه العالميه فى 2008 ، العنصريه ضد السود اللى اطلبت بوجهها مره تانيه ، خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربى ، تهديد فرنسا بالخروج من الاتحاد الاوربى ان لم تحصل على مزايا معينه ، ضجر المانيا من انها تقريبا شايله الاتحاد الاوربى اقتصاديا ، الاستهانه بالارواح وكثره الظلم ، كل ده ما تقدرش تفصله عن بعضه وبيزود الاعتقاد عندى ان العالم بدء السير بخطى سريعه نحو نهايته
ربما البعض يرى انى مبالغ فى اللى بقوله لكن التدبير الربانى لا تخطئه عين ، فالامبراطوريه الامريكيه لن تسقط عن طريق حروب عسكريه  فقط ولكن امريكا ستسقط بالتحلل الذاتى ، يعنى بتفكك الروابط اللى بتجمع القيم الامريكيه زى ما كان اى رئيس امريكى دايما فى دعايته الانتخابيه بينادى بها وبالتالى شوفنا بعض الظواهر اللى من وجهه نظرى هتأدى عاجلا ام اجلا الى التحلل الذاتى زى ظهور العنصريه المكبوته  ضد السود مره تانيه خصوصا بعد تولى اوباما سده الحكم  ، والاسلاموفوبيا ضد المسلمين ، والانتقادات المتزايده للمهاجرين ، ارتفاع نبره النعره العرقيه ، وهى الاسباب التى ادت الى ترجيح فوز ترامب
ربما ان انتخاب ترامب والمؤشرات الاوليه بتقول ان انتخابه كان كاشف للحاله اللى وصفتها وفى اعتقادى زى ما قلت فى مشاركتى قبل كده عن اعداد المسرح لارتقاء اليمين المتطرف فى العالم ، انه يكون هو - اى اليمين المتطرف فى العالم -  الكاشف لحاله مستتره داخل الشعوب الغربيه وتحتاج فقط لمن يظهرها ويغذيها ، وربما ان صعود اليمين المتطرف مع بعض الظواهر الاقتصاديه اللى حدثت واللى ممكن تحدث فى ظل استهلاك كل النظريات الاقتصاديه الوضعيه ، تؤشر بشكل ما على بدايه النهايه للامبراطوريه الامريكيه والغرب ، وبالتأكيد ان الموضوع ده مش هيكون بين يوم وليله فدائما السنن الربانيه بتكون بطيئه وتحتاج الى وقت " ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك عليها من دابه ولكن يؤخرهم  الى اجل مسمى ، فاذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده  بصيرا"
لكن فى تقديرى الشخصى انه خلال 50 - 60 سنه سيصل الاسلام الى قاعه ليرتد صاعدا وهناك من الشواهد التى تؤكد ما اقوله 
فاصبح الصراع  حاليا ضد الاسلام  صريح لا يتلون مثل السابق واصبحت الدول الاسلاميه وفى القلب منها المنطقه العربيه - مهبط الرسالات - هدفا صريحا لا يقبل الشك فرأينا تفتيت بعض الدول العربيه الاسلاميه ، والحديث عن سايكس بيكو جديد يقوم على تجزئه المجزء وتفتيت المفتت ، واصبح الاسلام حاليا فى اضعف حالاته ومن المشاهد ما يدل على ذلك  سواء بعد المسلمين عن دينهم  والتكسير فى ثوابت الاسلام من بعض المسلمين ، و موالاه الظالمين واعداء الاسلام و تخوين الامين وائتمان الخائن ،  وسنرى حربا اكثر سراسه ضده خلال الاعوام القليله القادمه  ، وسيزداد الاسلام ضعفا وستزيد الابتلاءات للمسلمين حتى تمر مرحله التمحيص التى نحن بصددها الان ليعود الاسلام غريبا كما بشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وفى عوده الاسلام سيقابله  ضعف ووهن الغرب ، الذى بدء ظاهرا للعيان بدايه من اجماع الاقتصاديين ان خريف الاقتصاد الامريكى بدء منذ بدايه الالفيه الحاليه ،  تكرار الازمات الاقتصاديه ولن تكون ازمه 2008 هى الاخيره لكن ربما تكون هى البدايه ، مرورا بالتفكك السياسى بين الاقطاب المتجاذبه 
يا ساده ان الله لن يسكت عن الدم الذى سال سابقا و يسيل حاليا فى كل ارجاء العالم وما اعظم حرمه الدم عند الله تعالى ، ولن يسكت عن الظلم المتزايد الذى اصبح يفوق الحدود ، ان الله يهيىء الاسباب للزوال فقد تكون اسباب القوه نفسها تحمل بداخلها اسباب الفناء ، وعلى من يشكك فى كلامى الرجوع الى القرأن الكريم لاستخلاص الدروس من قصه كبيرهم فرعون ولكن الموضوع  يكمن فى اكتمال الاسباب وهو موضوع وقت فقط
واخيرا اذكر بالايه الكريمه  اللى فى اعتقادى هى ملخص ما قلته " فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنه او يصيبهم عذاب اليم " والحديث الشريف  " ان الله ليملى للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته "