2018-04-13

صندوق الثروه السيادى المصرى

بسم الله الرحمن الرحيم
صندوق الثروه السيادى
مافيش شك ان انشاء صناديق الثروه السياديه هو اغتنام لحاله الرفاهيه لبعض الدول واستثمار فوائض الميزانيات لديها وادخار مستقبلى للاجيال القادمه ، واعلان مصر عن انشاء صندوق سيادى هو خطوه ايجابيه فى حاله الاخذ باسباب النجاح اللى نعرفها ، فلو حضرتك بتفكر تعمل صندوق سيادى فلابد اولا الاستعانه بخبراء محترفين فى اداره الصناديق السياديه ، والشفافيه المطلقه فى وثيقه الاصدار اللى من خلالها الناس تعرف اهداف الصندوق ومكوناته الاستثماريه ونسب الاستثمار ، وتحديد نسبه للربح معلنه يجب على الاقل تحقيقها سنويا ، بالاضافه الى ان اموال هذا الصندوق تكون بعيده كل البعد عن اموال الحكومه ، اذا اخذنا بالاسباب دى اكيد هيكتب النجاح لهذه الخطوه
اما غير ذلك فمعناه انه احتيال وتلاعب لبيع اصول الدوله بطريقه او باخرى ، خصوصا وان المرجح عندى كلعاده انه ممكن يتم اسناد اداره هذا الصندوق للجيش لمزيد من الهيمنه الاقتصاديه ، خصوصا اذا كان الغرض من الانشاء هو اداره الشركات الحكوميه التى تعانى فشلا ذريعا فى الاداره
لو راجعنا صندوق الثروه السيادى النرويجى على سبيل المثال هنلاقى ان معظم ان لم يكن كل الاسباب اللى ذكرتها للنجاح متوافره فى هذا الصندوق فعلى سبيل المثال الصندوق يستهدف تحقيق ربح سنوى لا يقل عن 4% ومكونات استثماره اسهم بنسبه 60% ودخول ثابته وسندات بنسبه 35% والعقارات بنسبه 5% ولا تزيد نسبه الاستحواذ له فى اى شركه عن 10% من اسهمها وحاليا له حوالى 9000 شركه على مستوى العالم يساهم فيها مثل شركات ابل وبنك مورجان استانلى ونسله وغيرها من الشركات الكبرى ، وما يميز هذا الصندوق تنويع استثمارته على مختلف انحاء العالم فنجد مثلا فى الاسهم تتوزع استثمارته فى السوق الامريكى وهى النسبه الاكبر ثم تاتى منطقه اليورو واخيرا اسواق اليابان وايضا من مميزات هذا الصندوق الجانب الاخلاقى التى اعتمدته النرويج بعد 2006 فى عدم الاستثمار فى شركات السلاح والتبغ والشركات التى تنتهك الادميه وحقوق العمال ، مش عيب ابدا ان كنا فعلا عايزين نعمل حاجه كويسه للشعب - اشك فى ذلك- اننا نستعين باهل الخبره والكفاءه فى مثل هذه الامور وان تكون الشفافيه هى المنهج المعتمد وان كان من اكبر مساوىء الصناديق السياديه هى عدم الشفافيه فمن النادر ان تجد صندوق سيادى يفصح عن كل استثمارته ونسبها واسماء الشركات التى يساهم فيها
اخيرا ارجو الا يكون مصير هذا الصندوق السيادى مثل الصناديق الخاصه التى تقدر وزاره الماليه قيمتها بحوالى 22 مليار جنيه وهو رقم بعيد كل البعد عن الحصر الحقيقى لها والذى يتجاوز 43 مليار جنيه وهو نهر سائل من الفساد والحوافز والمكأفات التى ينعم بها المحافظين ونوابهم ومديرين الامن فى المحافظات ، فعلى سبيل الذكر اين تذهب اموال صندوق النظافه والذى يدر دخلا شهريا مرتفعا جدا ومستوى النظافه فى تدهور مستمر ؟!