بسم الله الرحمن الرحيم
تترقب الاسواق الماليه بعد اسبوع نتيجه استفتاء خروج بريطانيا او بقائها فى الاتحاد الاوربى (BREXIT) ، وطبيعه الاسواق الماليه انها لا تحب حاله عدم اليقين وبالتالى من المتوقع ان تشهد الاسواق الماليه حاله من التذبذب حتى اشعار اخر ، وفى ظل الترويج للمخاطر الاقتصاديه التى ستنتج اذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوربى، والطبيعى ان يحدث مخاطر طبعا فى مثل هذه الحالات ولكن هل التضخيم والمبالغه فى الاثار هو فعلا حقيقى ام الغرض منه التخويف والتأثير على رأى الناخب البريطانى !
الحقيقه من مجمل قرأتى فى هذه الموضوع ، يبدوانه هناك مبالغه فى تضخيم المخاوف من خروج بريطانيا من منطقه اليورو وهذا الجناح يقوده كاميرون ومعظم حكومته للتأثير على الناخبين للابقاء على بريطانيا داخل الاتحاد الاوربى ، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه : اذا كان الامر بهذه الخطوره فعلا فلماذا اقدم كاميرون على عمل هذا الاستفتاء ؟ سؤال طرحه وزير الخارجيه السابق لبريطانيا الذى يرى انه من الناحيه السياسيه ستعود لبريطانيا سيادتها فى قرارتها بدلا من ان تتم عن طريق المفوضيه الاوربيه والحفاظ على حدودها دون اختراق ، ويرى بعض الاقتصاديين ان تحرر بريطانيا من قبضه الاتحاد اليورو من الممكن ان يحقق لها مكاسب على المدى الطويل باعتبار انها اقوى خامس اقتصاد فى العالم واقتصادها قائم فى الاساس على الخدمات والنقل البحرى وتتمتع بعلاقات جيده مع باقى اعضاء القاره العجوز ولا بنفى ذلك بالطبع وجود مخاطر تتعلق بانساحبها من الاتحاد الاوربى وعلاقاتها بباقى دول اوربا خصوصا ان المانيا المحت الى ان هذا الطلاق ربما لن يكون بصوره وديه ، لكن فى الاخير العلاقات الدبلوماسيه -فى حاله الانفصال- ستلعب دورها
بالاضافه الى ان امريكا نفسها كما يقال انها مستفيده اكثر من وجود بريطانيا فى الاتحاد الاوربى الا ان تقرير صادر عن فورين بولسى اوضح ان بذكاء امريكا وعلاقات محسوبه من الممكن ان تحقق مكاسب جيده جدا خصوصا انه من الممكن احياء العلاقات القديمه والتحالف القوى بين البلدين وان امريكا قادره على التاقلم بسهوله مع الوضع الجديد
ويبقى اخر نقاط هذا الملف وهو القصر الملكى ، فكما يقال ان الشعب البريطانى يثق فى الملكه -التى تسود ولا تحكم- عن كاميرون وهو الرئيس الفعلى ، وبكلمه واحده من الملكه يمكن ان تغير بوصله الاتجاه ولكن تقاليد القصر لا تسمح بالتدخل فى مثل هذه الامور وان يكون على الحياد ، لكن قد يتم التعرف على رأى القصر ببعض الجمل التى تقال فى مناسبات معينه مثل ما قالته ملكه بريطانيا قبل استفتاء اسكتلندا "ان على الاسكتلندين معرفه مصلحتهم " ايمائا الى بقاء اسكتلندا ضمن بريطانيا العظمى ، ورأى الملكه معروف سابقا بانها لا تسمح ابدا بتمزق اوربا وربما يكون هذا ماخوذ فى الحسبان وربما خلال هذا الاسبوع يصدر بشكل ما عن القصر الملكى ايحاءا معينا بافضليه البقاء ضمن الاتحاد الاوربى خصوصا اذا استطاعت بريطانيا كسب بعض التفضيلات التى تتناقش فيها مع الاتحاد الاوربى والتى دعت دولا مثل فرنسا بمساواتها ببريطانيا