2018-10-13

اغتيال جمال خاشقجى "الغباء السياسى"

بسم الله الرحمن الرحيم
اغتيال خاشقجى وانقلب السحر على الساحر اعتقد ان القراءه الاوليه لعمليه اغتيال خاشقجى على انها عمليه موجه لاحراج تركيا قد جانبها التوفيق ، لان الاصح فى هذه الحاله ان يقتل جاشقجى على ارض تركيا لتوجيه ضربه لها انها غير قادره على توفير الامن لبعض الشخصيات وارسال رساله اخرى لاى معارضين انكم ليس فى امان كم تنظنون واولهم الاخوان لكن من وجهه نظرى الشخصيه : ان اغتيال خاشقجى ياتى فى سياق اخر واعتقد ان السعوديه قد تم توريطها فى هذا الفعل سواء بإرادتها او رغما عنها ولا ننسى تهور المدعو محمد بن سلمان (وحل البرك) فهو حديث عهد بالمستنقع السياسى ولو ربطنا هذا الحادث بامور ثلاثه حدثت مؤخرا ، ربما نجد ما يرجح هذا الاعتقاد عندى ، ولو لاحظنا فى الفتره الاخيره ان امريكا تسير فى ثلاث اتجاهات ، اثنين منهم واضحين للعيان اولهم الدأب على توجيه اهانات متكرره للعاهل السعودى وصفتها بعض المصادر بانها " harsh words" عبارات قاسيه ، بأن عليه ان يدفع المزيد للجيش الامريكى لحمايه عرشه فبدونهم لن يستطع التواجد فى الحكم اكثر من اسبوعين- وهم محقين فى ذلك - ويبدو فى الخلفيه ان السعوديه لا تريد دفع المزيد خاصه وان ميزانياتها مرهقه بأعباء اخرى ، والاتجاه الثانى هو تكرار بلطجى امريكا انتقاده العلنى لمنظمه الاوبك لارتفاع اسعار البترول ويفهم من سياق الكلام ان الانتقاد موجه للسعوديه تحديدا حين قال ذات مره " اننا نحميهم وهم يرفعون اسعار البترول علينا " فهو يعول كثيرا على السعوديين فى انتاج المزيد من النفط لتعويض غياب ايران والمحافظه على اسعار نفط معقوله ما بين 70-75 دولار ويبدو ايضا ان السعوديه لا تملك الطاقه الكافيه لانتاج المزيد للحفاظ على ثبات الاسعار(فى تصريح سابق لمسؤل سعودى بتاريخ 1/7/2018 ان بلاده لا ترغب فى زياده انتاجها اليومى اكثر من 11 مليون برميل لان الامر مكلف للغايه) او انها لا تريد اغراق السوق لدفع النفط لمزيد من الهبوط وبالتالى التأثير على ميزانيتها المرهقه ، والاتجاه الثالث هو الترويج للحلف التى تعتزم امريكا تكوينه وهو قريب من حلف الاعتدال الذى كونته سابقا ولم يكن له دور مؤثر وتريد ضم قطر وتركيا اليه ، ولن يحدث ذلك قبل تسويه السعوديه امورها مع الدولتين والانتهاء من ازمه الخليج المفتعله، وهى رساله موجهه ايضا لمصر والامارات بان الكل لابد ان ياتى صاغرا مقدما الولاء والطاعه لامريكا لضمان بقائه فى الحكم، وشخصيا لا استبعد دور المخابرات الامريكيه فى الموضوع سواء بطريق مباشر او غير مباشر فى توريط السعوديه فى هذا الامر وبمساعده من الجانب التركى فى توفير ادله الاتهام خصوصا بعد الافصاح عن ادله صوت وصوره تمتلكها تركيا تدين الجانب السعودى ان سياسه العصا والجزره التى تتبعها امريكا كاحد التكتيكات المتبعه مع باقى الدول - حتى وان كانت حليفه- تشير الى ان امريكا ستستخدم هذه القضيه فى الضغط على السعوديين لتحقيق اكبر فائده من ورائهم والرضوخ للمطالب الامريكيه، وشخصيا لا استبعد المزيد من الضغط خلال الايام القادمه لمقاطعه المؤتمر الاقتصادى فى الرياض او مقاطعه مشروع مدينه نيوم ، و اعتقد اننا سوف نرى مزيدا من الانسحابات -مالم ترضخ السعوديه للمطالب الامريكيه- التى قد بدءت بالفعل وعلى رأسها رئيس البنك الدولى ، وشركه ابل ، هاربر جروب ، وفيرجين جروب كسمتثمرين اقوياء فى مجال العلاقات العامه والفضاء ، وسى ان ان ، وبلومبرج ونيو نيورك تايمز وسى ان بى سى كراعاه اعلاميين للمؤتمر وحتى كريستين لاجارد لم يتأكد حضورها بشكل واضح بشكل شخصى اتسال هل يا ترى فى قادم الايام اذا لم ترضخ السعوديه للمطالب الامريكيه (غير مرجح عندى) ان نرى تفعيل لقانون جاستا الامريكى ضد السعوديه 😉 ربما هذه القضيه وقضايا اخرى تثبت ان العروش العربيه تحديدا مرهونه بالحمايه الامريكيه وان العصا لمن عصى ، وان امريكا فى علاقاتها مع باقى الدول تجسد مبدء مشهور فى العلوم السياسيه وقائمه عليه العلاقات السياسيه الدوليه وهو "الدراوينيه الاجتماعيه" او البقاء للاقوى ، فما نراه من قانون دولى ومنظمات مثل الامم المتحده والدبلوماسيه وغيره ، هى مجرد ادوات فى العلاقات الدوليه تخدم مصالح الطرف الارقى والاقوى على حساب الادنى والاضعف