2018-02-12

هل يمكن حدوث انهيار للاسواق الماليه فى اوج النشاط الاقتصادى ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
كان فيه ناس بتسئل عن هل هناك امكانيه لحدوث انهيارات لاسواق المال فى ظل ما يشهده العالم من نمو خصوصا الاقتصاد الامريكى ؟!
الحقيقه السؤال قد يبدو غير منطقى للبعض فى ظل حاله الرواج للاقتصاد العالمى خصوصا وان الاقتصاد الامريكى وهو اكبر اقتصاديات العالم يبدو -  من وجهه نظر البعض - فى مرحله اقتصاديه تسمى " مرحله الشغيل الكامل او التوظيف الكامل" ، لكن تقديرى فعليا انه مش فى المرحله دى باعتبار ان الطلب الكلى لا يتساوى مع العرض الكلى ، وبرغم التحسن فى مؤشرات الاقتصاد الكلى لامريكا ومنطقه اليورو الى ان لتحسن ده راجع فى الاساس لسياسات التيسير النقدى ، و يفتقد الى الاستمراريه فى الاجل الطويل خصوصا وان الصين ربما تلجا الى اجراءات اقتصاديه تحد من ازمه الديون المتراكمه عليها ليتوازن اقتصادها ، وبالتالى قد يكون هناك اثر سلبى لهذه الاجراءات على الاقتصاد العالمى  ، ومن الملاحظ حاليا  برغم الانتعاش الاقتصادى الى ان التضخم مازال مكبوتا وما زال نمو الاجور ياتى بصوره ضعيفه تعزز من شكوكى فى ان هذه المرحله من الاقتصاد الامريكى هى مرحله التوظيف الكامل ، ربما تكون قد اقتربت  من التوظيف الكامل ، وربما ان احداث هذه المرحله تتشابه مع مرحله معروفه تسمى مرحله التعافى السريع (QUICK RECORVERY ) وهى مرحله التصحيح للهبوط الاول (الازمه الماليه عام 2008) فيما يعرف بالركود المزدوج DOUBLE DIP RECESSION
ومن خصائص مرحله التعافى السريع الاعتماد على حاجتين اعتقد ان الاقتصاديات الغربيه اعتمدت عليهم فى الانتعاش الاقتصادى واحنا ملاحظين كده من عام 2008
اولا : STIMULUS SPENDING وهو التحفيز النقدى المعتمد على تحفيز الانفاق الاستهلاكى (SPURRING CONSUMER SPENDING) ضمن باكديج اقتصادى اعتمده اوباما لتوفير ما بين 900 الف وظيفه الى 2.3 مليون وظيفه
ثانيا :  LOW INTEREST RATES يعنى استخدام معدلات فائده منخفضه ، وشوفنا برامج التيسير الكمى ازاى بتعتمد على استخدام فائده صفريه وفى بعض البلدان فائده سالبه ، مع شراء السندات الحكوميه وللاسف ان اعتماد الاقتصاد على التحفيز النقدى واستخدام معدلات فائده منخفضه جدا بتكون نتيجته دفع الاقتصاد مره اخرى للدخول فى ركود اخر
وبالتالى حدوث هزات عنيفه وربما انهيارات  فى ظل توهج الاقتصاد هو امر وارد جدا خصوصا التاريخ بخبرنا بكده !
والاقتصاد الامريكى نفسه حدثت له ازمه كبيره ربما الكثير يتغافلها وهى ازمه عام 1907 وكانت ازمه مصرفيه بالدرجه الاولى ، وعشان كده ازمه 2008 كانوا بيشبوهها بازمه 1907 والازمه دى حدثت فى عز اداء اقتصادى رائع لامريكا ادى الى مغامره قطاع الاعمال وتهوره الاستثمارى التضخمى وبالتالى المضاربه على الاصول العقاريه والماليه ، نتج عنه ارتفاع الاسعار بشكل جنونى كان نتيجيته شح السيوله فى ظل عدم توافر اداره للسيوله فى ذلك الوقت ، وكانت الازمه دى سبب رئيسى فى انشاء المجلس الفيدرالى الامريكى(البنك المركزى) عام 1914 وانهار الداو ايامها بحوالى 37% من قيمته ، حتى الكساد العظيم عام 1932 كان الاقتصاد الامريكى فى قمه ادائه نتيجه للحرب العالميه الاولى واعتقد كلنا نتذكر الرئيس الامريكى وقتها هربرت هوفر وتفاخره بان الاقتصاد الامريكى فى احسن حال 
ورأينا مؤخرا تحذيرات كثيره من الوصول الى لحظه منيسكى ، سواء كانت صادره عن رئيس البنك المركزى الصينى او كوشيك باسو الخبير الاسبق للبنك الدولى وتحذيره من التوسع فى استخدام التيسيرات النقديه بهذا الشكل حتى لا يدخل العالم فى ازمه ماليه جديده او حتى الفائز بجائزه نوبل للاقتصاد عام 2017 ريتشارد ثالر اللى حذر من الثقه والتفائل الزائد فى الدوره الاقتصاديه القائمه والحقيقه ان من اخطر العيوب قبل  التراجعات والانهيارات العنيفه هى موضوع الثقه الزائده والتفاؤل الشديد واللى بيتبعه زياده شهيه المخاطره والمضاربه للوصول باسعار الاصول الى مستويات مجنونه ومع زياده الديون (الاموال الرخيصه نتيجه لتدنى اسعار الفائده) تحدث الانهيارات فجأه ويجد الافراد والمؤسسات انفسهم فى مازق كبير لتسديد ديونهم ، وده كان تحذير طلع من ستاندرد اند بورز فى اواخر شهر يناير الماضى وتحذيرهم من ان الاسواق الماليه ستمر بموجه هبوطيه وان هناك احتماليه لارتفاع حالات التعثر  للشركات ذات المديونيه الكبيره خصوصا مع ابتعاد البنوك المركزيه عن برامج التيسير الكمى وتشديد شروط الائتمان ، بالرغم من هناك شبه اجماع على ان اساسيات الاقتصاد العالمى قويه ، وللاسف فان النظام الرأسمالى بشكل عام يحمل بداخله بذور الازمات الماليه التى تنتهى عاده بفقاعات تؤدى الى انتكاسات كبيره فى الاسواق الماليه ومن ثم الاقتصاد 

  • بالرغم من ذلك ، شخصيا ارى ان الداو جونز ربما يكون فى تصحيح ثانوى منذ اخر تصحيح تم فى عام 2015 قد يصل به الى مستويات 22000-22500 قبل ان نرى له راتداده صاعده من مستوى 23360 قد تصل به الى احد مستويات 24600، او 25000 ، او 25400، او 26000 زى ماهو واضح فى الشارت رقم 2 وهو فريم الساعه والشارت ده هو تحديث لشارت يوم 7/2/2018 وقولنا وقتها ان الداو لسه ناقص له موجه خامسه هابطه ، ومن خلال الترقيم الحالى وعلى افتراض صحه هذا السيناريو ، الموجه الرابعه MINUETTE هتكون على شكل زجزاج 5-3-5 وحاليا الداو بيبنى فى الموجه B اللى حددت مستوياتها سابقا ، وبعدين يعاود الهبوط مره اخرى لانهاء القدم الثانيه من الزجزاج عند مستويات 22000-22500، على الفريم الاكبر وهو الشارت رقم 1 ، ترقيم للموجه الخامسه INTERMEDIATE البادئه من شهر فبراير 2016 وعلى حسب السيناريو المتبع هيكون الداو حاليا فى موجته الرابعه MINUETTE زى ما قلت ويصعد بعدها بموجه خامسه لتكتمل بذلك الموجه الثالثه MINOR ثم يعاود الهبوط مره اخرى لاستهداف مستويات 20000-21000 واخيرا يصعد الداو ليحقق قمه جديده ما بين مستويات 27500-28500 وربما تزيد عن ذلك الى مستويات 30000 ، واذا انقطعت هذه الموجه فقمه 26700 ستكون هى القمه التاريخيه ومن بعدها يبدء الداو تصحيح كامل الترند الصاعد منذ بدايته 1789 ، وربما فى هذه الحاله يصل الداو الى مناطق الكساد العظيم  ما بين 42 نقطه-350 نقطه 😄 باعتبار ان الداو فى موجه ثالثه جراند سوبر سيكل بادئه من عام 1790  من ثالثه ميلينيوم بادئه من العصور المظلمه عام 1000 كتصحيح شائع عن الموجه الرابعه ، و فى  حاله اختلاف الترقيم عند البعض  باعتبار ان الموجه الكبيره الحاليه البادئه من عام 1932 هى الثالثه سوبر سيكل وليست الخامسه ، فمن المفترض ان يصحح الداو فى هذه الحاله الى مستويات قريبه من قاع الازمه الماليه 2008 عند 6500 نقطه كتصحيح شائع للوجه الرابعه فى هذه الحاله ،  والحقيقه مش عارف شخصيا ايه الكارثه اللى ممكن تحصل وتخلى الداو يصل الى هذه المستويات ، الله اعلم  
 لو اتكلمنا عن موضوع الازمات ده يا جماعه مش بيجى مره واحده ولكن بيكون له تراكمات سابقه اللى هى بيسموها مراحل تكون الازمه (STAGES OR PHASES OF CRISIS)  وزى ما اتفقوا كده ان اى ازمه بتتكون من 4 مراحل وهنا انا بتكلم عن اى ازمه فى  العموم مش على السيكل الاقتصادى تحديدا .
 اولى المراحل:- مرحله البدء ، ثم مرحله الحده ، ثم مرحله الازمه المزمنه ، واخيرا مرحله الحل ، ربما ان اقتصاديات العالم  تكون فى المرحله  الاولى من ازمه جديده (PRE CRISIS WARRINGS  ) او ان صح التعبير اننا لم نتعافى بعد بالشكل المطلوب من الازمه الماليه السابقه ، وربما ان مستويات التضخم لو لم ترتفع فى امريكا او منطقه اليورو ييقى كده احنا بناكد ان تعافى الاقتصاديات بعد ازمه 2008 كان تعافى مؤقت وقد يندفع الاقتصاد هبوطا مره اخرى مكونا ما يعرف بالركود المزدوج(DOUBLE DIP RECESSION)وهو بيكون على شكل حرف W فالاقتصاد يهبط فيه بقوه (ازمه 2008) مكونا قاع يرتد منه بنفس القوه (المرحله من عام 2008 وحتى الان) ثم يتبعه هبوط اخر قوى الى قرب مستويات القاع الاول ، طبعا انا مش عايز ادخل فى التعريفات الاكاديميه للركود ، لان حاليا مافيش ركود بالمعنى الاكاديمى المتعارف عليه فاجماليات الناتج المحلى للاقتصاديات العالميه لديها نمو نسبى وكذلك معدلات البطاله منخفضه ومبيعات الجمله والتجزئه لديها ثبات نسبى فى المتوسط ، لكن ما زالت معدلات التضخم بعيده نسبيا عن مستهدفاتها وهو ما يعنى ان هناك فائض من المعروض نتيجه لقله الطلب والاستهلاك وهى اشاره قد تكون تحذيريه لامكانيه - فى حاله حدوث اى اضطراب- الدخول فى ركود اقتصادى

  • اعتذر عن الاطاله فقد فضلت دمج 3 موضوعات مع بعضهم (الاول امكانيه حدوث الانهيارات فى قمه النشاط الاقتصادى والثانى تحليل للداو والثالث مراحل تكوين الازمه وربطها بالسوق الامريكى) بدلا من التقسيم الى 3 موضوعات ، خصوصا من وجهه نظرى ان الثلاث موضوعات مترابطين جدا ومن الصعب الفصل بينهم ، كل على حده