بسم الله الرحمن الرحيم
فى ذكرى انقلاب 3 يوليو من 3 سنوات على شرعيه رئيس فى مصر ربما تختلف معه فى بعض الامور وعلى طريقه ادارته للدوله وعلى البطىء فى بعض القرارات التى كانت تحتاج الى ثوريه اكثر وربما تختلف معه ايدلوجيا وهذا حقك لكن فى الاخير شئنا او ابينا كان هذا الرجل يمثل الشرعيه ولا يجوز الخروج عليه الا بطرق شرعيه كفلها الدستور ، ولا تندهش لوصف ما حدث بانه انقلاب فبعيد عن ادبيات السياسه فى تعريف الانقلابات ادعوك الى مراجعه حديث قائد الجيش الثانى "احمد وصفى" مع عمرو اديب فى ذلك الوقت عندما تم سؤاله من عمرو اديب عما حدث فى 3 يوليو وهل يعتبر انقلاب ام لا فأجاب الرجل فى نفيه ان يكون ماحدث انقلاب بانه اذا ترشح السيسى للرئاسه او نال احد قيادات المجلس العسكرى اى ترقيه فحينها يمكن وصف ماحدث بانه انقلاب
طيب جميل جدا يا ترى اللى حصل ايه بعد كده! اعتقد حسب وصف الرجل فهو انقلاب بالتلاته ، والغريبه ان شهر يوليو شهد انقلابين للجيش اولهم عام 1952 والثانى 2013 ارجعوا مصر للخلف مئات السنين
كلنا فاكرين طبعا الجمله الرائعه فى بيان الجيش" ان هذا الشعب لم يجد من يحنوا عليه" تعالوا كده نشوف الحنيه دى كانت عامله ازاى طوال 3 سنوات .....
اولا: ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز ما بين ضعفين الى 3 اضعاف
ثانيا تراجع قيمه الجنيه وقواته الشرائيه بما لا يقل عن 25%
ثالثا : ارتفاع جنونى فى الاسعار شمل كل شىء حتى انهم لم يرحموا ادويه الغلابه
رابعا: فاتوره الدم المصرى الذى يسيل منذ قيام ثوره 25 يناير
خامسا : تراجع اقتصادى مرعب فى كل المجالات الاقتصاديه حتى ان الدوله اصبحت تعيش على المنح والمساعدات والدين الداخلى
سادسا : تراجع الحريات بشكل مخيف حتى ان البياده العسكريه لم تفرق بين من هم فى صفها وبين المعارضين لها
سابعا : الانشقاق الذى حدث بين ابناء الشعب المصرى وخطورته على الامن القومى المصرى فى قادم الايام فتأثير هذا الانشقاق لم يظهر بعد وله اثاره السلبيه كما يعرف علماء الاجتماع
ثامنا: عسكره كل شىء فى الدوله واطلاق يد الجيش فى المناخ الاقتصادى حتى اصبح هو المسيطر والمهيمن عليه واصبح القطاع المدنى يقتات على ما يجود به الجيش
ترى هل فعلا كان انقلاب 3 يوليو لمصلحه الشعب المصرى ! ام كان ارضاءا للاسياد فى الغرب والخليج وارجاع العذبه المصريه لاحضان الجيش الذى ظل مستحوذا على خيرات الوطن طوال اكثر من 60 سنه
تخيلوا ان هذه الايام توافق انتهاء مده اول رئيس شرعى لمصر وكنا بصدد اختيار رئيس جديد باليات ديمقراطيه ودون دفع تكاليف باهظه لا يتحملها شعب او دوله مثل مصر فما زلنا لم نحاسب يعد على فاتوره الدم المهدر وهو لو تعلمون عظيم عند الله وربما ما نعانيه الان من ضيق فى العيش وتراجع فى كل شىء هو بدايه الحساب على دم طاهر برىء خرج لينادى بابسط حقوقه ، فحرمه الدم فى الاسلام هى من المقاصد العليا للشريعه الاسلاميه وعند الله هدم بيته المعظم اهون عليه من اراقه الدم
السؤال الذى يطرح نفسه حاليا هل لو كان مرسى اكمل فترته الرئاسيه كنا سنصل الى اسوء من ذلك ! بالرغم من انى واثق تماما انه اذا كانت اقيمت انتخابات مجلس الشعب فى عهد مرسى كان من السهل اسقاطه وجماعته وبطرق سياسيه ديمقراطيه دون الدخول فى هذا النفق المظلم ، فالاختلاف ابدا لم يكن سياسى وانما كان صراع ايدلوجى تخطى حدود المنطق
غريب امر هذا الشعب الذى لم يستوعب دروس امريكا الجنوبيه وانقلاباتها او حتى تركيا.... فلم نسمع عن اى بلد حكمها جنرلات الجيش الا وكانت فى ذيل الامم ولم نسمع عن تركيا حاليا كقوه اقتصاديه الا عندما تخلى عنها جنرالاتها والتزموا بالمهمه المنوطه بهم ، ولم نسمع عن دول مثل البرازيل والارجنتين فى امريكا الجنوبيه الا عندما عادت هذه الدول لشعوبها وللقوى المدنيه التى تحكمها بعيدا عن الحكم العسكرى
ان مصر لا تستطيع ان تحتمل ثنائيه الجيش والاخوان فمعركتهم صفريه ولن يستطيع طرف القضاء على الطرف الاخر والخاسر الوحيد هو الشعب المصرى ، لذلك على الطرفين ان يرجعوا خطوات للخلف ويتركوا مصر لشعبها يختار بدون وصايه من يقوده فنحن لا نريد ابو دبوره الذى يعمل لمصلحه طائفته العسكريه والذى تربى على انه هو السيد والشعب هو الخادم ولا نريد درويشا من دروايش الاخوان يكون شيخا فى النهار وسياسى فى الليل ، وعلى الاخوان ان يستوعبوا الدروس الماضيه والاخطاء الاستراتيجيه والتكتيكيه التى وقعوا فيها بمحض ارداتهم واولها التصدى للرئاسه المصريه دون ان يكون المسرح العالمى والداخلى مؤهل لاستقابلهم وثانيها النوم فى احضان غريمهم التقليدى الذى لم يتسع حضنه لهم طوبلا وانقلب عليهم فى غمضه عين، وعليهم فصل الجانب الدعوى عن السياسى كما هم فى دول مثل الكويت والاردن ، ولا اقصد هنا فصل الدين عن السياسه كما يريد العلمانيون فالاسلام دين وشريعه وشرع لكل شىء فى حياه الانسان ومنها السياسه فيمكن ممارسه السياسه الشرعيه بالادوات المتعارف عليها حاليا ليخرج لنا متخصصين فى الامور السياسيه يراعوا الجانب الاخلاقى والاسلامى فيها بدلا من حاله اللا سياسه واللا دعوه التى كان يعيشها الاخوان فلم يفلحوا فى الدعوه ولم يفلحوا فى السياسه
نحن نريد مصر للمصريين فقط ، نريد ان نمارس حقوقنا الطبيعيه فى هذه البلد وان تكون مصر فى مكانها الطبيعى وهى ابسط الاشياء لدوله بقامه مصر ، فأنا اؤمن ان مصر خلقت لتقود العالم وليس العرب فقط ، واعداء مصر فى الخارج والداخل يعرفون ذلك تماما ويعرفون ان مصر هى القلب النابض للاسلام والعروبه فلا تغرنكم المظاهر السلبيه والمستوى الاخلاقى الذى وصل اليه المجتمع حاليا فهذه المظاهر كغثاء السيل وبشر بها رسولنا الكريم لا ثلبث الا ان تنقشع.... فلم يذكر الله مصر فى كتابه العزيز من فراغ وانما ذكرها تصريحا وتوريه لعظم هذه البلد فمصر هى خزائن الارض كما قال عنها ربنا سبحانه وتعالى فى مجكم التنزيل ، وشعبها ذو بأس شديد وقوه وصلابه كما وصفه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ،وبدون مصر لن يكون هناك اسلام او عروبه وما يحاك ضد هذه الدوله ليس هدفه سياسى او اقتصادى كما يتصور البعض وانما هدفه دينى بحت فالصراع فى جوهره دينى..... و فى بعض الاحيان يلبسوه الثياب السياسى او الاقتصادى للتمويه على اصل الصراع ومن لم يعى هذه النقطه فعليه تجميع الصوره وترتيب الاحداث فى عقله ليصل الى هذا الاستنتاج ، لذلك نرى ان اول ما قاموا به هو تفتيت الشخصيه المصريه وانسلاخها من دينها وعروبتها ، وهم حققوا ويحققون نجاحات كبيره فى هذه الجزئيه لكنهم يعلمون تماما ان ما يقومون به ضد مصر وضد الاسلام ماهو الا تأخير فقط للوعد الالهى الذى لا يخلف وعده رسله " يريدون ان يطفئوا نور الله بافواهم والله متم نوره ولو كره المشركون " وفى موضع اخر " كتب الله لاغلبن انا ورسلى ان الله قوى عزيز" فالموضوع ماهو الا وقت فقط وسنه الله تحتاج الى وقت وسنه الله هى الغالبه وقد بدء التمحيص فعلا وهو بشكل تراكمى واحداث 11 سبمتبر وثورات الربيع العربى وما حدث بعدها وتزايد الهجمات من كل الجهات نحو الاسلام وسيتكالب الكلاب اكثر على هذا الدين فما يحدث نعرفه تماما كمسلمين، لكن ذلك ماهو الا جزء من التمحيص والاعداد لشىء عظيم لخير هذا الدين كما وعدنا الله ونحن نثق فى وعده