بسم الله الرحمن الرحيم
هناك فيديو متداول لكاهن مسيحى ينتقد فيه السيسى بنزعه طائفيه ، وبرغم انى شخصيا مختلف مع السيسى وكل شخص ذو خلفيه عسكريه يحشر نفسه فى الحياه المدنيه ، ويصور نفسه على انه وصى على المدنيين ، الا انى اختلف تماما مع هذا الكاهن فى نقده
فأمثال هذا الرجل يرسخوا للنزعه الطائفيه فى مصر،و ما زال معظم المسيحين فى مصر يعانون من الحديث الطائفى لكثير من قساوستهم يتحدثون فيه عن ان مصر ملكا لهم ، وان المسلمين هم ضيوف عليهم وكان الاولى بهذا المنطق ان تكون مصر ملكا لليهود باعتبار انهم الاقدم ديانه ، وهم كانوا متواجدين قبل المسيحين ، وما زال المسيحيون المصريون لا يبرحوا نطاق "الجيتو" ويفرضون على نفسهم عزله كأنهم شعب اخر غير باقى الشعب وللاسف ان بعض العادات ساهمت فى مثل هذه العزله لكن السبب الاهم فى هذا الموضوع هو نظرتهم لمصر انها ملكا لهم وان الاسلام اغتصبها منهم فاصبح لديهم شعور دفين ان كل ما يقدم لهم ليس كافى واصبح لسان حالهم يقول هل من مزيد !
عندما تتملكك عقيده انك صاحب هذه البلد فالبتأكيد لن تقنع بما يقدم لك حتى وان تم تعيين رئيس الدوله من حاشيتك ، وللاسف اننا كمسلمين فى دوله مثل مصر هويتها اسلاميه والاغلبيه الساحقه من سكانها مسلمين اصبحنا نعانى من معامله الدوله للاسلام حتى وصل الحال الى التشكيك فى ثوابت الدين نفسه ورغم ذلك يخرج علينا هذا القس ليقول ان السيسى يأتمر باوامر السلفيين والازهر ولا اعرف كيف شطح هذا الكاهن بفكره الى هذه الدرجه !
كنت اود ان يكون النقد الموجه للسيسى نقدا عاما يخص الشعب كله كأن يكون الانتقاد لقمع الحريات والاستبداد العسكرى وافقار الشعب والذل والهوان وحقوق الانسان والعيش الكريم للانسان المصرى ، لا ان يكون الانتقاد من اجل مطالب طائفيه ربما شخصيا ارى فيها بعض المبالغات وارى ان هناك بعض الحوادث تصور على غير حقيقتها لغرض فى نفس يعقوب
شخصيا ارى ان مشاكل المسيحين وليس الاقباط ،فالاقباط هم سكان مصرالاصليين واللفظ يطلق على المصرى القديم وليس له علاقه بالدين ، انهم دائما لا يتصاالحون ويقرون ببعض الحقائق التى ستريحهم اولا قبل غيرهم وهى ان مصر هويتها اسلاميه وستظل هكذا ان شاء الله الى ان يرث الله الارض ومن عليها وانهم لم يأخذوا حقوقهم كامله الا تحت لواء الاسلام ، واعتقد ان هذه الحقيقه لا عيب فيها ولا تنقص شئيا منهم فالغرب المسيحى- فى معظمه - فى دساتيرهم يعلنون ان بلادهم هويتها مسيحيه ويحاربون الاسلام صراحه من اجل الاحتفاظ بهذه الهويه ، واعتقد ان دوله مثل فرنسا خير مثال على ذلك وفى بريطانيا تسمى الملكه اليزابيث الثانيه حاميه الايمان والعقيده ( اى الايمان المسيحى ) واعلنها ديفيد كاميرون منذ سنوات ان هويه بريطانيا مسيحيه وستظل مسيحيه ورغم ذلك تسير الامور بشكل طبيعى ، ونجد ان المسلمين فى كل دول العالم يتعرضون للتضييق عليهم وكان هناك تقرير صادرعن بريطانيا تقريبا منذ 5 سنوات ان من اكثر الفئات ظلما فى بريطانيا هم المسلمون ، ورغم ذلك لم نجد ان المسلمين يعيشون دور المظلوميه الدائم التى يعيشها المسيحون المصريون حتى وان كان للمسيحين بعض الحقوق المشروعه والتى اقرها انا شخصيا
ودائما وابدا نجد ان المسيحين فى مصر يرفعون شعارت ومطالب خاصه بهم ويرسخون ثقافه الانعزال حتى انك تجد فى كثير من الاحيان فى بعض المنتديات الثقافيه او العامه الدخول باسماء مثل مسيحى مصرى او ابن يسوع ... الخ رغم ان الموضوع لا يحتمل هذا الفرز الطائفى
فالكل سوف يتساوى فى الحقوق والواجبات عندما يسود العدل وهو احد المقاصد العليا للشريعه الاسلاميه وليس عن طريق مسانده ظالم او مستبد لاخذ حقوق فئه معينه
لذلك انا عن نفسى ارفض هذا النقد القائم على الطائفيه والذى ارى فيه تزيد دأب بعض القساوسه على ترديده بحق وغير حق وارى ان هذا الطريق سيزيد من الشقاق بين عنصرى الامه والافضل ان ترفع المطالب باسم الشعب جميعا فاذا ساد العدل مثلا فلن يختص به المسلمون فقط وانما سيعم على المسلمين والمسيحين ، اما اذا سادت الطائفيه المطالب فلن يربح طرف على حساب الاخر وستكون مصر هى الخاسر الاكبر ،وارجو من الاخوه المسيحين فى مصرخصوصا كهنتهم الا يكونوا الثغره التى تؤتى منها مصر ، فاذا كنا نقول ان الخطاب الدينى للمسلمين يحتاج الى تجديد فانا اؤؤكد ان الخطاب الدينى المسيحى يحتاج الى تجديد اكثر، وشخصيا لا اريد التطرق الى لغه الحديث عن الاسلام فى منتدياتهم الخاصه ، ولكن اذا استمر الحال على ماهو عليه بهذا الشكل فستكون مصر هى الجائزه الكبرى كما قال ريتشارد بيرل مستشار البنتاجون فى فتره ولايه جورج بوش الابن واحد صقور ما يسمون المحافظون الجدد
لذلك ارجو الانتباه من الدوله ومن يعض كهنه المسيحيون المصريون ولغتهم الطائفيه فمصر يكفى ما فيها ولا نريد السير فى طريق اعتقد ان الكل يعرف نهايته ، فالاتحاد بين عنصرى الامه هو قوه لها ولا نريد كما قلت ان تكون الطائفيه هى الثغره التى تؤتى منها مصر ، فاليحفظ الله مصر واهلها وان تكون دوما القلب النابض للاسلام والعروبه