بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقه ان فشل الانقلاب فى تركيا من وجهه نظرى الشخصيه كان له عده اسباب
1- ان مش عندهم مخرج زى خالد يوسف كان المفروض يعمل شوية حركات ويضم فيديوهات لمعتصمى اردوغان على انها فيديوهات لمحبى ومؤيدى الانقلاب وان عددهم وصل 33 مليون تركى فى ساحه تقسيم فى اسطنبول وباقى الساحات الرئيسيه فى تركيا
2- ما عندهمش وزير دفاع طلع قال انتوا مش عارفين انكم نور عينينا ولا ايه ولا حلف انه والله ماهو حكم عسكر
3- مش عندهم واحد زى مجمد حسنين هيكل كتب فى خطاب الانقلاب "ان هذا الشعب لم يجد من يحنوا عليه " والناس شافت احلى حنيه
4- مش عملوا ازمه كهربا ولا سولار ولا كرهوا الناس فى عيشتهم
5- مش عندهم نخبه سياسيه فاسده تقدم الايدلوجيه والحزب على الوطن زى بكرى والبدوى وحمضين صباحى وساويرس وغيرهم
6- معظم مؤسسات الدوله تعمل بمهنيه بعيد عن التحزب والايدلوجيه
7- شعب واعى ومثقف لم يرض بان تختطف منه ديمقراطتيته ومكتسباته تذوق حلاوه الحريه ونعيم الديمقراطيه مش زى ناس غنت تسلم الايادى وشالت البياده فوق دماغها ورقصت بيها
للاسف يا جماعه مافيش احتراف فى الموضوع كان من المفترض ان الانقلابيين فى تركيا يستعينوا باهل الخبره فى مصر والاحتراف حاليا يسمح بحاجه زى دى والسيسى وصبحى صدقى بيعرفوا يلعبوا بخطه 4-2-4 واللى يفوت يموت ... ده الشغل المظبوط ودى الكتشنه بجد وكانوا شالوا الضو وجابوا شاهين
ان ما حدث بالامس اشبه بالخيال وسيناريو ولا سيناريوهات هتشكوك فخلال ساعات قليله فرح انصار الانقلابات فى كل مكان بتقدم العسكر التركى ثم ما لبث ان انقلب الحال ليبدو هذا الانقلاب اعبط انقلاب فى التاريخ ولكن مع توارد الاخبار اتضح ان هذا الانقلاب كان معد له بدقه وان الضالعين فيه اكثر بكثير مما كنا نتخيل لكن اراده الله اولا ثم اراده الشعب التركى الذى نحيه على ثقافته ووعيه والذى نزل حمى حقوقه الديمقراطيه والشكر موصول الى النخبه السياسيه المعارضه والتى اثبتت ان تركيا بخير فالكل نبذ خلافاته السياسيه وقدم مصلحه الوطن وبالتأكيد هم ادركوا الحكمه التى تقول انى اكلت يوم اكل الثور الابيض فقد كان موقفا رائعا من رئيس جزب الشعب العلمانى الذى سارع لتأييد الشرعيه ووقف ضد الانقلاب وتبعه بقيه الاحزاب المعارضه رغم اختلاف الايدلوجيه ثم اكدت اجهزه الدوله الفاعله انها تلعب باحترافيه ومهنيه ولم يتواطئواعلى اراده الشعب
لقد استفاد الشعب التركى من تجربه 15 يوليو2016 وعرف ان التربه التركيه صالحه وان وعى الشعب بخير وانهم تخلصوا من عباده البياده وعرفوا ان الله انعم عليهم بقيادات سياسيه ضربوا المثل فى الاخلاص والتفانى والسمو فوق خلافاتهم السياسيه الضيقه وقدموا مثلا يحتذى به
ربما الكثير اهتم بما فعله الشعب التركى وما فعله مع نخبته السياسيه واحهزته الوطنيه لكنى شخصيا رأيت فى مانشيتات الاخبار العاجله الكذب والتضليل فى ابهى صوره وان الله قد فضح كذب وادعاء العسكر فى كل مكان من انهم المبعوثون لتخليص شعوبهم من الديكاتوريه وانهم رسل سلام للشعوب لا يريدون الا صالحهم فى حين ان الفاشيه العسكريه غلبت فى احيان كثيره الفاشيه الدينيه فهولاء هم دائما مصاصى دماء لا يعرفون العيش الا على دماء شعوبهم
فى احدى مانشيتات الاخبار العاجله ان الجيش التركى استولى على الحكم من اجل اقرار الديمقراطيه وحقوق الانسان وقتها ضحكت بسخريه فاعتقد ان الفيلم اصبح قديم و اعتقد اننا سمعنا هذه الجمله مرات كثيره واخرها فى انقلاب مصر 2013 وسبحان الله ما لبث الشعب ان لقنهم درسا قويا فى الحفاظ على ديمقراطتيته وعرفوا ان هؤلاء هم سارقوا الديمقراطيه والحريه والكرامه من الشعوب ربما ارى هذا المشهد هو الاهم فى القصه كلها
والمشهد الثانى ما قاله عبدالله غول الرئيس السابق لتركيا عندما قال ان تركيا ليست دوله فى افريقيا او امريكا الجنوبيه لتقبل بهذا الانقلاب نعم لقد اوجزت فيما قلت يا سيدى فنحن اصبحنا يضرب بنا المثل فى الذل والاستكانه والفرق شاسع بين افريقيا والعرب وباقى الدول المتحضره فقد سمموا العقول حتى اصبحنا نرى ان الديمقراطيه تعنى الفوضى وان المدافعين عن حقوقهم وحقوق الوطن اصبحوا خونه وعملاء واذا استمر الحال على ماهو عليه فلا استبعد ان نستقبل احفاد القرده والخنازير على انهم الفاتحين الجدد الذين سيخلصونا من كل ما نعانيه كما قال زعيمهم الصهيونى تيودور هرتزل
وخلاصه القول تبقى كلمه السر دائما فى الشعب اولا ونخبته السياسه واجهزته المهنيه
مبروك للطيب اردوغان ومبروك للشعب التركى لقد نجحتم بامتياز فى الاختبار ولكن الحذر فامريكا واوربا لن تدع الامور تمر بسلام فانتم الان اصبحتم الهدف وضاق بهم ذرعا ان يروا اسلاما يقدم نموذجا مستنيرا فى السياسه والاقتصاد ويحقق طموحات شعبا انهكته الانقلابات السابقه وحقق ما لم يحققه اذناب الغرب المسيحى