2016-07-11

وماذا بعد تقرير تشيلكوت !

بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقه ان تقرير تشليكوت لم يكن مفأجاه بالنسبه لى وبالنسبه لكثيرين ممن يقرئون التاريخ والحمدلله ان الله انعم علينا بذاكره متيقظه ، لا تنسى ابدا ارهاب الغرب المسيحى منذ الحروب الصليبيه ثم ارهاب الكنيسه الدموى والفكرى فى العصور الوسطى وبعدها محاكم التفتيش التى اقيمت للمسلمين وكانت اشبه بالتطهير العرقى والدينى للخلاص منهم فى اوربا ومرورا بالارهاب الفرنسى للاشقاء فى الجزائر وقتل ما يربوا على المليون شهيد ، ثم الارهاب الاسرائيلى ضد اخواننا فى فلسطين وقبلها وعد بلفور المشؤم ، ومرورا بالسفاح الصربى سلوبودان ميلوسفيتش فى حرب الوسنه والهرسك التى راح ضحيتها من المسلمين ما لا يقل عن 7 ملايين مسلم ، والسفاح الاخر رادوفان كاردتيش سفاح سربرنيستا فى البوسنه والهرسك فى عام 1995 الذى قام بمجزره ضد مدنين عزل من الشيوخ والاطفال والنساء بعد اغتصابهن  راح ضحيتها 8000 مسلم وصفها امين الامم المتحده  حينها بانها ابشع مجزره فى تاريخ اوربا منذ الحرب العالميه الثانيه ، واخيرا الارهاب الغربى المسيحى على دوله مثل العراق ادى الى قتل 150000 عراقى فى اقل التقديرات وتشريد 4 ملايين منهم وتفكيك دوله سنيه لصالح اقليه شيعيه تخدم المصالح الغربيه ، هذا بعض ما تمتلىء به الذاكره من الارهاب الغربى المسيحى على مر التاريخ ثم يدعون زورا وبهتانا على الاسلام بانه دين الارهاب وسبحان الله يتفاجئون بعكس ما يخططون له
وصدق الله حين قال " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
فبعد الفيلم الهندى فى احداث 11 سبتمبر وباخراج واعداد امريكى كان الغرض منه لصق تهمه الارهاب بالدين الاسلامى لتشويه صورته واذا باعداد الامريكان المقبلين على الاسلام تتزايد بعد 11 سبتمبروكان الاغرب فى هذا المشهد ان الامريكين المتحولين الى الاسلام صاروا دعاه له مما اسرع من حركه نمو الاسلام فى امريكا بصوره اذهلت الخبراء هناك عكس ما كانوا يعتقدون بعد هذه الاحداث من انخفاض اعداد المسلمين وانخفاض الاقبال عليه ، ويجتاح الاسلام اوربا فى السنوات القليله الماضيه وارق ذلك مضاجع المسيحين الغربيبن فرأينا اشتداد حملاتهم فى الاساءه للاسلام ولرسوله الكريم، وظهور تنظيمات معاديه للمسلمين تدعوا صراحه لقتلهم او طردهم من اوربا ، وفى اخر خبر قرأته  عن المانيا بتزايد عدد الداخلين فى الاسلام ويتزايد الاقبال على شراء نسخ المصاحف المترجمه للالمانيه وفى تقرير للفاتيكان عام 2008 اقروا فيه ان عدد المسلمين اصبح اعلى من عدد المسيحين الكاثوليك فى العالم وهم النسبه الاعلى بين الطوائف المسيحيه بالاضافه الى كل التقارير التى تشير الى ان الاسلام هو اعلى الديانات نموا فى العالم وفى احدى الدراسات الامريكيه افادت ان عدد المسلمين سيتخطى المسيحين بعد 4 عقود من الان اذا ما ظل معدلات نمو الاسلام على ماهى عليه وتنبأ التقرير بتراجع اعداد المسيحين بنسبه ما بين 3%-5% ، لذلك عندما ذكرنا فى مشاركه سابقه ان الحرب فى جوهرها هى حرب دينيه وهو الهدف الاستراتيجى الاكبر للغرب المسيحى ، وان ثروات العرب وخلافه ماهى الا اهداف ثانويه تخدم الهدف الاستراتيجى الاكبر ، والكثير للاسف بنخدع بان الغرب يطمع فقط فى ثروات العرب
وعندما ذكرنا ان احداث 11 سيتمبر وما بعدها واجهاض الربيع العربى واشتداد الهجمه على الاسلام بعد هذه الثورات حتى اصبح الطعن فى ثوابت الاسلام فى دوله مثل مصر كان يتم علنا ، ماهى الا مرحله من  مراحل التمحيص كنا نعى ما نقول ، فسيدبر الله امر هذا الدين من حيث لا ندرى، وربما اهميه تقرير تشيلكوت من وجهه نظرى تسير فى هذا الاتجاه ،اذ انه فضحهم على الملىء واقر بان بريطانيا وامريكا فى حربهم على العراق- الغير مبرره- هى سبب انتشار الارهاب فى العالم واصبح العالم اقل امانا بعد هذه الحرب وضمنيا اعترف التقرير بان هذه الحرب دبر لها بليل وكانت لاهداف اخرى غير المعلن عنها، ولن يفيد اعتذار سمسار الدم تونى بلير عن هذه الجريمه فليس بلير فقط هو المسؤل عن هذا الدمار والتفكك الذى لحق بالعراق ومن ثم الاثار السلبيه على المنطقه العربيه وانما هى مشكله الوعى الجمعى لدى الغرب المسيحى فى ان الخطر عليهم وعلى وجودهم هو الاسلام فنذكر ان جورج بوش الابن البس هذه الحرب صبغه دينيه بانها حرب مقدسه وانها نداء من الله وكان البعض يتهكم عليه من هذه الطريقه فى الخطاب ولكن الرجل كان يعى ما يقصده فهى حرب طائفيه وهى حلقه من حلقات الحروب على الاسلام سواء العسكريه او الفكريه ولكن بصبغه سياسيه ، واذا بحثت عن اى ارهاب على مر التاريخ تجد ان ورائه دائما وابدا الغرب المسيحى 
وسبحان الله هذا الدين الذى يحاربونه من عظمته انه قادر على استيعاب الاديان الاخرى والعيش معها فى سلام فعند دخول الاسلام اوربا لم يقم بحملات تطهير ضد المسيحين كما فعلوا هم فى محاكم التفيش ضد المسلمين وانما حمل الاسلام لهم الخير ومختلف العلوم  ونقلهم نقله حضاريه واخرجهم من الخرافات والضلالات التى كانت تروج لها الكنيسه فى ذلك الوقت ، حتى فى مصر عندما دخلها الاسلام حفظ التراث المسيحى من كنائس ولغه قبطيه واقام لهم الكنائس وحررهم من عبوديه الرومان المسيحين واعاد لهم بطريرك كنيستهم الارثوذكسيه بنامين الثامن والثلاثين بعد ان كان هاربا من ظلم الرومان لمده تجاوزت 13 عاما ثم بعد ذلك يتهمون هذا الدين بالارهاب ن ولكن حقدهم وغيظ قلوبهم اكبر من ان يتعايشوا مع هذا الدين وصدق الله حين قال فيهم ومن على شاكلتهم " قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفى صدورهم اكبر "
ولكن هل ينتهون بعد هذا التقرير عن الصاق تهم الارهاب بالاسلام  ! 
ابدا لن ينتهوا من الصاق تهم الارهاب بالاسلام فهى الوسبله المضمونه والسهله لمساومه الناس على امنها وامانها فالقاعده وداعش وغيرها من التنظيمات الارهابيه هى صناعتهم وتجارتهم التى ستبور قريبا ، فمن المؤكد ان الناس سيزداد وعيها يوما بعد يوم ليعرفوا ان حكامهم فى الغرب هم صناع الارهاب الحقيقى
ومهما طال زمن الاساءه للاسلام  سواء عن طريق اعدائه او اذنابهم فى المنطقه العربيه فان هذا الدين خلق ليسود وان الله غالب على امره وكما قلت سابقا انهم اقصى امانيهم انهم يؤخروا وعد الله ، وهم مستيقنين انهم خاسرون لا محاله حتى قبل ان تبدء هرمجدون
 فقد قال صلى الله عليه وسلم :ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر).