بسم الله الرحمن الرحيم
تحضرنى مقوله لكارل ماركس قال فيها : ان الرأسماليه ستجعل كل الاشياء سلع ،الدين ، الفن ، الادب ، وستسلبها قداستها
وما يحدث فى مصر فى السنوات الاخيره فى كل شىء يتماشى مع هذه المقوله ، فلم يعد هناك مقدس فى هذا البلد العظيم ، وللاسف ان ربنا ابتلانا بشرذمه من الناس لا يعرفون قيمه هذا البلد ، فلم تذكر مصر فى القرأن الكريم 5 مرات تصريحا وحوالى 24 مره تلميحا الا لعظمتها ، فمكه المكرمه مهبط الوحى والحاضنه الاولى للاسلام العظيم لم يذكرها الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز بهذا الكم كما ذكر مصر ، حتى ان فرعون عندما تباهى بملكه قال " اليس لى ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتى افلا تبصرون " وفى موضع اخر قال سيدنا يوسف عليه السلام عن مصر " اجعلنى على خزائن الارض انى حفيظ عليم " وهذه الايه ستكون مدخل لنا فى كيفيه اختيار المسؤلين ، ودستور لمن اراد بحق ان يختار من يعاونه فى خدمه الناس والشعب ، فدائما وابدا اختيار الحاكم لمن يعاونه يتطلب امرين :-
اولهما : ان يكون امين على المحكوم (الشعب)
ثانيهما : ان يكون ذو ثقه عند الحاكم اى تم التمكين له واصبح يتمتع بالثقه فيه حتى لا تتم الوشايه به من احد لذلك قال عزيز مصر لسيدنا يوسف "انك لدينا مكين امين" اى انك اصبحت ذو ثقه عندنا بعد ما مررت به من اختبارات عديده واصبحت امين على الشعب لخدمته واداره الازمه التى المت بالناس
لو طبقنا هذا المعايير البسيطه على ما يحدث الان من اختبار المسؤلين فى دوله كبيره بحجم مصر ستجد ان اهل الثقه فقط ومن يرضى عنهم الحاكم مقدمون على اهل الخبره والكفاءه والامناء على خدمه الشعب لذلك تجد ان مصر تتقدم الى الخلف بسرعه مذهله
فعلى سبيل الذكر عندما تنظر الى الاخ طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى ، وتجد انه اول رئيس للبنك المركزى على حد علمى المتواضع ينتهك اصول منصبه الرفيع بالظهور المتوالى فى وسائل الاعلام واسهال فى التصريحات ربما تجد ان معظمها عكس بعضها واثارها السلبيه اكبر من نفعها
فقدسيه المنصب لم تعد موجوده عنده واصبح يعانى من شهوه الشهره بالرغم من ان منصبه يتطلب عدم الظهور بكثره وانما يتم التواصل عبر مؤتمرات صحفيه فى مناسبات معينه او عبر بيانات عبر الموقع الرسمى للبنك المركزى او فى حضوره لمجلس الشعب
والحقيقه ان طارق عامر ليس هدفا فى حد ذاته للنقد لكن ما جعلنى اذكره تحديدا هو تصريحاته الاخيره المستفزه عن السياسه الاقتصاديه والمحاور التى تقوم عليها رغم ان ذلك ليس من صميم عمله فعلى حد علمى ان طارق عامر هو المسؤل عن السياسه النقديه فقط وهو فرع من اصل
فالسياسه النقديه تتكامل مع السياسه الماليه لخدمه السياسه الاقتصاديه ، والاولى ان يتحدث عن السياسه الاقتصاديه هى الحكومه نفسها سواء كان ذلك ممثل فى شخص رئيس الوزراء او فى وزراء المجموعه الاقتصاديه ،لكن ان يخرج علينا طارق عامر ليحدد لنا محاور السياسه الاقتصاديه وما يجب فعله فهذا دليل على عشوائيه الاداء السياسى والاقتصادى للدوله وانه لم يعد هناك مقدس عند الدوله سواء من ناحيه البرتوكول والاعراف المتبعه او من ناحيه حساسيه بعض المواقع التى يجب ان تتحلى بالانضباط وهى رساله سلبيه للجميع -بما فيهم المستثمرين- عن التخبط السياسى والادارى والتفكك الذى اصاب الدوله فى كل شىء
واعتقد ان ما يحدث يتماشى ضمن الاطار العام الذى تسير فيه الدوله فقد تم انتهاك بيوت الله من قبل وسمحت الدوله بالطعن فى ثوابت الاسلام والفتاوى الشاذه التى لا تمت للاسلام بصله واخيرا لاحظنا ان فى احد المناورات فى حضور رئيس الدوله يقوم الجيش المصرى بالتصويب على مجسم للمسجد فى اطار احد التدريبات على محاربه الارهاب وهى رساله ضمنيه للخارج والداخل بان الارهاب يكمن فى الاسلام وفى بيوت الله واننا - اى السيسى - نقوم بمحاربه التطرف الاسلامى
فاذا كان انتهاك الدين نفسه ومقدساته تتم تحت سمعنا وبصرنا فطبيعى ان يتم انتهاك ماهو دون ذلك وصدق من قال ليس بعد الكفر ذنب ، وما نحن فيه الان وما ستؤل اليه احوال الدوله مستقبلا هو عقاب يسير على الرضا بانتهاك الدين ومقدساته والسكوت على الظلم و الدماء التى سالت منذ ثوره 25 يناير ، وما زال الله رحيم بنا حتى هذه اللحظه -ربما بفضل عباده الصالحين فى هذه البلد ودعائهم - لكن اذا استمر الحال على ماهو عليه فان الله يمهل ولا يهمل " يا ايها الذين امنوا اتقوا فتنه لا تصيب الذين طلموا منكم خاصه واعلموا ان الله شديد العقاب "
نسئل الله اللطف والعافيه فيما جرت به المقادير وان يسلم الله مصر واهلها من كل شر وسوء وان يرينا ايه عاجله غير اجله فيمن اوصلنا الى هذه الحاله و فى كل ظالم مستبد استباح دينك ومقدساتك وتأمر على اليلاد ولم يراع الامانه فى حق العباد