بسم الله الرحمن الرحيم
فى المشاركه الحاليه مش عاوز اتعرض للاثار السلبيه للاقتراض من صندوق النقد الدولى ، فاعتقد ان اى واحد عارف الاثار السلبيه للاقتراض من المؤسسات الدوليه خصوصا لما نعرف ان المسيطر على هذه المؤسسات هم الدول السبع الكبار وعلى رأسهم امريكا ، ده غير ان اقراض المنطقه العربيه لا يرتبط فقط بالهدف الاقتصادى وانما بالتشابك مع الاهداف الاستراتيجيه والسياسيه فى المنطقه ، عن طريق ما يسمى بقراصنه القروض واغلبهم من ثعالب رجال المخابرات
لكن الهدف من المشاركه دى توضيح تغلغل صندوق النقد الدولى فى الاقتصاد المصرى من مطلع الستينيات وهنتكشف حاجه غريبه جدا ان ما وصلنا اليه حاليا من فقر وجوع كان بسبب سياسات صندوق النقد الدولى ،وعشان نعرف اكتر ويبقا عندنا خلفيه ثقافيه عن سياسه صندوق النقد الدولى عشان ما يطلعش واحد زى طارق عامر يشتغلنا ويقول ان صندوق النقد الدولى لا يملك فرض سياسات بعينها على مصر وان برنامج الاصلاح الاقتصادى مصرى خالص
احب الخص سياسات صندوق النقد الدولى فى شقين :-
1- سياسات تقليل فجوه الموارد بالقطاع الخاص
وباختصار كده تحت هذا البند تقدر تضع حاجات بنعانى منها حاليا زى عدم مراقبه الاسعار وتركها للعرض والطلب وتخفيض الضرائب على القطاع الخاص وتيسرات جمركيه للورادت وان القطاع الخاص يكون له دور متزايد حتى فى الخدمات التعليميه والصحه ، يعنى ببساطه زياده الثراء الفاحش لرجال الاعمال على حساب المواطن العادى
2- سياسات تقليل العجز فى الموازنه
وطبعا كل البلاوى اللى بنشوفها حاليا تقع تحت هذا البند فسياسه صندوق النقد الدولى فى هذه الجزئيه تقوم على خصخصه القطاع العام والغاء الدعم عن السلع التموينيه ، وتغيير سياسه الدوله نحو التوظيف برفع يدها عن تعيين الخريجين الجدد ، خفض الاجور وتسريح العماله الزائده ، ورفع اسعار الطاقه لتقترب من الاسعار العالميه ورفع اسعار الخدمات العامه للحكومه مثل النقل والمواصلات والاتصالات والصحه والتعليم وغيرها
وبالتالى اى دوله هيكون لها برنامج مش هيخرج عن الاطار العام لسياسه صندوق الدولى المتمثله فى النقطتين اللى فاتوا ، قارن كده بين النقطتين اللى فاتوا واللى بيحصل فينا من بدايه الستينيات تحديد من عام 1962 واول تخفيض للجنيه بعد انهيار محصول القطن ثم خطابات النوايا عام 1974 و1976 اللى بتتبنى اليات منها تفضيل الزراعه عن الصناعه وتفضيل الاستيراد عن الانتاج حتى قيل عن خطاب النوايا عام 1976 والالتزام بما ورد فيه من خطط اقتصاديه كانت السبب الرئيسى فى انتفاضه 1977 الشهيره واللى كان من اهم متطلبات صندوق النقد وقتها رفع الدعم عن السلع الغذائيه والتوسع فى سوق الصرف الموازى ، ثم خطاب النوايا عام 1987 واللى كان اهم الياته هو السيطره على التضخم بتقليل الانفاق الحكومى وزياده ايرادات الدوله وطبعا تقليل الانفاق الحكومى بيجى على حساب الشعب مش على حساب حد تانى بالحد من النفقات على خدمات زى التعليم والصحه والدعم ، وزياده ايردات الدوله بيجى عن طريق زياده الضرائب اللى فى معظمها بيتحمل عبئها هو المستهلك ، وفى جانب السياسه الماليه الالتزام بتخفيض الدعم للسلع ورفع اسعار الطاقه وتحرير اسعار المحاصيل الزراعيه
الحقيقه من استعراض خطابات النوايا المقدمه من مصر وروشته صندوق النقد الدولى والبنك الدولى هنلاحظ ان كل ما نعانيه حاليا هو بسبب روشته هذه المؤسسات التى دائما وابدا اصلاحتها المزعومه تأتى على حساب المواطن الفقير وتبنى سياسات افقار الفقير وزياده ثراء الاغنياء فمن يتتبع توصيات هذه المؤسسات لمصر والقائمه على الغاء الدعم للفقراء وتخفيض الانفاق على خدمات ضروريه كالتعليم والصحه ، والتحول من مجتمع انتاجى الى مجتمع استهلاكى يعتمد على تسهيل الاستيراد الخارجى حتى رأينا انهيار صناعه مميزه كالغزل والنسيج ورأينا التسريح المتعمد للعماله فى هذا القطاع والذى بلغ 250 الف عامل تقريبا وعدم تحديث اليات الانتاج عن عمد ، بالاضافه الى التوسع فى الاوعيه الضربيه التى تساوى بين الدخول الصغيره والدخول الكبيره والدعوه صراحه من صندوق النقد الدولى بتخفيض الضرائب على القطاع الخاص وتوسعه الوعاء الضريبى ليشمل الافراد والمؤسسات وكان اخرها ضريبه القيمه المضافه التى يتحمل عبئها المواطن العادى ، والضغط دائما فى اتجاه تخفيض العمله بحجه زياده الصادرات رغم علمهم تماما بعدم فائده هذه الخطوه فى ظل عدم تمتع اقتصاديات الدول الناميه بمرونه الطلب وعدم كفاءه الجهاز الانتاجى لهذه الدول وارتفاع تكلفه الواردات
كل ما سبق يشير الى ان هذه المؤسسات لا تقدم القروض والمساعده لوجه الله ، وانما تعنمد فى سياستها على اثقال كاهل الدول الطالبه للقروض بمزيد من الديون وهم يعرفون ان هذه الدول لن تستطيع القيام بسداد هذه المديونيات ،وفى احدث تقرير قرأته عن مديونيات الدول الناميه تعدى الرقم 3 تريليون دولار يعلمون اصحابها انها لن تسترد وهو الهدف المنشود فمقابل غض الطرف عن بقاء انظمه سلطويه وعدم سداد الديون تكون التبعيه السياسيه والاقتصاديه للانظمه الغريبه وعلى رأسها امريكا ويتم ذلك عن طريق ما يسمون قراصنه القروض كما اشرنا سابقا ومهمتهم الاساسيه خلق اوضاع تخضع الدول الاخرى لاحتكار حكومات او شركات معينه ،وقد اشار جون بريكنز فى كتابه Confessions of an Economic Hit Man بانه كان واحدا من قراصنه القروض وكانت مهمته الاساسيه اختلاق مبرارات للقروض الضخمه التى تمنح للدوله التي سيعمل فيها مع اعادة ضخ هذه
الأموال في الشركات الامريكيه ، والعمل
علي إفلاس تلك الدول التي حصلت علي قروض بحيث تظل هذه الدول مدينه الي الابد ، وتصبح
أهدافا سهله عندما تدعو الحاجه الي خدمات تشمل إنشاء قواعد عسكريه ، تصويتاَ في الامم
المتحده او تحقيق مصالح اقتصاديه وتجاريه
انتبهوا يا ساده ممن يحاط بنا فليس الاثار السلبيه فقط تتمثل فى خدمه الدين الخارجى او ما ستعانيه الاجيال القادمه من سداد هذه الديون وفوائدها ولكن يبقى الخطر الاكبر فى التبعيه والهيمنه الامريكيه على اراده الشعوب فى الدول الناميه ويصبح الحاكم فى هذه الدول هو مجرد اداه يستخدمها اسياده فى تحقيق مصالحهم ، لذلك نتفهم لماذا تصمت امريكا واوربا على الانظمه السلطويه فى دول العالم الناميه ولماذا تنتهك حقوق الانسان تحت سمع وبصر العالم المتحضر ولماذا يتم السكوت على الانقلابات العسكريه فى الدول الناميه طالما ان كل ذلك يصب فى مصلحه امريكا وحلفائها ومن يخرج عن النص يكون جزائه القتل او العزل او الانقلاب عليه او تفجير الدول داخلياعلى اساس عرقى او دينى ..... المهم ان تبقا عبدا للاسياد وما اكثر العبيد فى عالمنا اليوم
