بسم الله الرحمن الرحيم
برغم حبى للسادات وكنت اقول عنه انه افضل العساكر اللى حكمت مصر لكن كل ما اقرأ عن اسرار حرب اكتوبر وانفتاح السداح مداح ومفاوضات فض الاشتباك الاولى ومعاهده الاستسلام والوثائق المفرج عنها فى عام 2012 بخصوص الفتره ما بين 1969-1974 والدور المشبوه الذى لعبه هنرى كسينجر وساعده فيه السادات بقول ان السادات رمى نفسه فى حضن الامريكان من بدرى وفرط فى حق وطن وشعب ولولا السادات ما كانت نجحت سياسه هنرى كسينجر المعروفه "بالخطوه خطوه" وما كانت مصر تعانى من اثار معاهده الاستسلام الذى فرط فيها السادات فى كل شىء حتى ان كسينجر نفسه - حسب الوثاق المفرج عنها- قال لجولد مائير ان السادات هو اسهل زعيم عربى قابله فى التفاوض فهو يريد ارض منزوعه السلاح وانسحابا من قناه السويس وسيناء لاستخدام هذه الحجه فيما بعد لعدم قيام حرب بين مصر واسرائيل ومن قراءه الوثائق المفرج عنها يتضح ان بلوره السياسه الامريكيه التى ابتدعها كسينجر كانت تعتمد على محاور قصيره وطويله المدى كان اهمها مبدئيا العمل على تعميق الصدع العربى وهو ماحدث بطلب مصر منفرده اقامه سلام مع اسرائيل وتحرير اراضها بعيدا عن باقى الاراضى العربيه الاخرى المحتله وهو ما نجح فيه كسينجر تماما واتت هذه السياسه بثمارها من اخراج مصر بوزنها الاستراتيجى فى الصراع حيث كان من بين اهداف سياسه كسينجر قياس الوزن الاستراتيجى لكل طرف فى الصراع ومدى انسجام مطالب كل طرف مع نظريه الامن الاسرائيلى وبخروج مصر من المعادله بتوقيع اتفاقيه الاستسلام الذى بدئه السادات منذ اتفاقيه فض الاشتباك فى يناير عام 1974 وانتهى بتوقيع اتفاقيه كامب ديفيد ليكمل بها مسلسل الاستسلام وهو منتصر فاصبح الباقى سهل تنفيذه ، اعتقد ان هذا السرد البسيط يؤكد ما ذهب اليه الرجل القوى والمقاتل والمفاوض العنيد سياده المشير عبد الغنى الجمسى الذى بكى فى مفاوضات فض الاشتباك عندما تنازل السادات بسهوله عن انسحاب اكثر من 1000 دبابه و70 الف جندى مصرى من الضفه الشرقيه للقناه وتخفيض عدد الجنود فى سيناء الى 7 الاف جندى و30 دبابه وبعد 7 جولات من المفاوضات اوصى الجمسى بعدم فائده هذه المفاوضات فما كان جزائه بعد ذلك الا اقالته لعدم انسجامه مع ما يفعله السادات واصبح هذا الرجل غير مرغوب فيه بعد احداث عام 1977 وبدايه المرحله الجديده للتطبيع مع الصهاينه دون ان يغضب السادات الاسرائلين كما اشار اليه هنرى كسينجر
اتذكر مقوله هذا الراجل الخالده عندما سئلوه عن القرار الذى ندم عليه فى حياته فاجاب الرجل بانه قرار جلوسه للتفاوض مع الاسرائيلين
لقد عاش الجنرال النحيف المخيف مهندس حرب اكتوبر طوال حياته مقاتل صلب ضد اليهود منذ عام 1948 لا يعرف للاستسلام طريقا هو والفريق الشاذلى واللواء سعيد الماحى واللواء محمد على فهمى واللواء نبيل شكرى وباقى عظماء جيل اكتوبر الذىن نعتز بهم على ما قدموه من تضحيات فاقت كل حد ووصف وللاسف عاش هؤلاء الابطال فى الظل وغيرهم جنى ثمار ما قاموا به واولهم السادات
ويبقى السؤال الاهم هل حققت معاهده كامب ديفيد الرخاء المنشود الذى ضحك به السادات على الشعب المصرى لتسويق معاهدته الفاشله ! ام ان هذه المعاهده كانت تكمله لمسلسل الخراب الذى بدئه عبد الناصر وجاء كل من العساكر الذين حكموا مصر بعد ذلك ليضع بصمته فى هذا المسلسل
اعتقد ان الصوره الورديه المرسومه لكل من عبد الناصر والسادات صوره مضلله الى حد كبير
ويبقى السادات من اشهر الرجال الذين وضعوا السم فى العسل لشعوبهم واعطى ما لايملك الى من لا يستحق .... حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من فرط فى ارض مصر وحقوق الشعب المصرى من رؤساء سابقين وحاليين وقادمين
ودائما وابدا ما اقول انه لاخير يأتى من الحكم العسكرى فى اى دوله وقالها من قبل المشير الجمسى " ان الرجل العسكري لا يصلح للعمل السياسي، وإن سبب هزيمتنا عام 1967 كان بسبب اشتغال وانشغال رجال الجيش بالألاعيب في ميدان السياسة؛ فلم يجدوا ما يقدمونه في ميدان المعركة "
والجزء القادم من مذكرات العظيم عبد الغنى الجمسى يتفق تماما مع قدمناه فى هذا السرد
يقول المشير الجمسي في مذكراته
في جولة من جولات المفاوضات الشاقة والطويلة قال وايزمان وزير الدفاع الإسرائيلي للجمسي: إن الرئيس السادات اتفق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بيجن ان تكون المنطقة شرق خط المضايق منزوعة السلاح.
وقلت له ان هناك سوء فهم حول هذا الموضوع.. ورحت أشرح له.. فقال لا يمكن أن يكون بيجن لم يفهم السادات إلي هذه الدرجة.
وبعد الاجتماع طلبت الرئيس السادات وشرحت له ما قاله وايزمان وأوضحت له الخطورة التي تتعرض لها مصر إذا كان الوعد الذي أعطاه لإسرائيل صحيحا.
شرحت له خطورة أن يصبح الجزء الأكبر من سيناء(150 كيلو مترا حتي الحدود الشمالية) منزوع السلاح وأن تتمركز قواتنا علي خط المضايق يعني أنها تتمركز علي آخر الخطوط الدفاعية في سيناء. الأمر الذي لا يحقق الدفاع عن سيناء أو منطقة القناة التي تبعد عنه بحوالي55 كيلو مترا افقط وأوضحت أننا بذلك نترك نحو150 كيلو مترا فراغا إستراتيجيا دون أي خطوط دفاعية الأمر الذي يتيح لإسرائيل احتلالها في وقت قصير جدا, وهذا الوضع الجديد لقواتنا يستتبعه حتما حرماننا من كل المطارات العسكرية بسيناء وأن هذا يضع قواتنا في الموقف الأضعف دفاعا وهجوما.. وهو ما لا يمكن قبوله عسكريا.
وبعد أسبوعين فقط من توقيع اتفاقية كامب ديفيد وبالتحديد في3 اكتوبر1978 وقبل يومين من أول احتفال بذكري النصر قرر السادات إقالة وزير دفاعه العتيد لأنه سيبدأ مرحلة جديدة من السلام مع إسرائيل!
فهل تمت إقالة الجمسي بناء علي طلب من إسرائيل أم أن السادات رأي أن جنراله النحيف كما أطلق هو عليه لن يكون مستريحا للمعاهدة ولا للمرحلة الجديدة.
ضحى السادات بأرضه وشعبه وبرجاله وبمن حوله ليحافظ على حياته ورغم ذلك ضحوا به
فلا حياته أبقى عليها ولا حقه تمسك به